"الجزائريون في رمضان يُقبلون على الله ومساجدهم تكتظ بالمصلّين"

+ -

دعا الشّيخ محمد الحسن ولد الددو، رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا، في حوار مع “الخبر”، المسلم خلال شهر رمضان إلى تحُمِّل تبليغ الإسلام الذي يقتضي منه أن يكون قدوة حسنة لأولاده وأهل بيته وكافة النّاس، لأنّه مؤتمن على هذا الدّين قيمًا وأخلاقًا واعتقادًا وعبادة ومعاملة.هل توضّح للقارئ الكريم كيف كان حال الصحابة رضي الله عنهم في شهر رمضان؟@ إنّ سادتنا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد تعلّموا في مدرسة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذي كان يأتيه جبريل عليه السّلام في كلّ ليلة من ليالي رمضان فيُدارسُه القرآن، ولذلك حصل لهم شرف الزّمان والمكان فكانوا يستغلون شهر رمضان في الصّيام والقيام وأفعال الخيرات والجهاد في سبيل الله. فيه كانت غزوة بدر وفتح مكة والكثير من الغزوات.. وكانوا في رمضان يوصفون بأنّهم فرسان النّهار رهبان اللّيل، وكان شهر رمضان يزيدهم إيمانًا طيلة العام. شهر رمضان يحصّن الأخلاق ويُطهّر النّفوس لأنّهم يَختِمون فيه القرآن ويُقبلون على الله، فلذلك تتهذّب نفوسهم ويَكرمون، وقد صحّ في الصّحيح من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارسُه القرآن، فلرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود بالخير من الرّيح المرسلة”.هل تعتقد أنّه بإمكان المسلم في الوقت الرّاهن الاقتداء بهدي السّلف في هذا الشّهر الكريم؟@ نعم، لا شكّ في ذلك، شهر رمضان أعاننا الله به على الجبهات المفتوحة: جهة الشّيطان.. صفّد الله فيه مردة الشّياطين من أوّلهم إلى آخرهم، جبهة النّفس الأمّارة بالسّوء إنّما تبكيها الشّهوات والإنسان الصّائم مفطوم عن الشّهوات، جبهة إخوان السّوء لا يأتون إلى الإنسان في وقت الصّيام لأنّهم يأتون من أجل طلب الشّهوات، جبهة مفاتن الدّنيا وشهواتها والإنسان قد استغنى عنها بصيامه، وجبهة النّعم والإنسان يُدرك قيمة النّعمة فيَشكرها لله في رمضان. فكان رمضان عون على الطّاعات، لذلك تجد أنّ الّذين لا يَشهدون المساجد يقبلون عليها في رمضان فتمتلئ في الأوقات كلّها، وإذا زُرتَ أيّ مسجد في الجزائر العاصمة أو أيّ بلدة في رمضان تلاحظ فرقًا كبيرًا، إذ تمتلئ المساجد ويُقبل النّاس على الله، وإذا جاء وقت قيام اللّيل تسمع البكاء، الرّجال والنّساء وبالأخص إقبال النّساء على التّراويح شيء عجيب، وهكذا في قراءة القرآن تجد كثيرا من المسؤولين وغيرهم لا يجدون وقتًا لختم القرآن، لكن في رمضان كلّ واحد يأخذ مصحفه ويُقبل على قراءته وتلاوته.ما تفسيركم لقول النّبيّ الكريم “وصُفِّدت الشّياطين”؟@ هذا جزء من حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا دخل رمضان فتحت أبواب السّماء ـ وفي رواية أبواب الجنّة - وأُغلقت أبواب النّار، وصُفِّدت مردة الشّياطين” والمردة هم أعتى الشّياطين وأقواهم، وهؤلاء يُصفَّدون ويمنعهم الله تعالى من التأثير على المسلمين، فما يقع من المعاصي في رمضان أو من الجنون أو الإصابات الشّيطانية ليست من المَردة، وإنّما هي ممّن دونهم وأضعفهم من الشّياطين، والواحد من المردة بمثابة مائة وعشرين (120) من بقية الشّياطين.كيف يُحقّق المسلم القُوة الحسنة خلال الشّهر الفضيل؟@ لا بدّ للمسلم أن يُدرك أنّه قد حُمِّل أمانة عظيمة وعليه أداؤها على أحسن الوجوه، وهذه الأمانة تقتضي أن يكون قدوة حسنة لمَن يقتدي به أوّلاً من أولاده وأهل بيته والّذين يرونه يمكّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهو مؤتمن على هذا الدّين قيمًا وأخلاقًا واعتقادًا وعبادة ومعاملة، والدّين المعاملة، ولا بدّ أن يَحرص على أن يكون تعامله مع النّاس حسنًا في أقواله وأفعاله، وبذلك يكون فعلاً مُصدِّقًا لإسلامه، لأنّ الكثير يمكن أن يدّعي الإسلام لكن الفعل هو الّذي يصدّقه أو يُكذّبُه، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: “المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر مَن هجر ما نهى الله عنه”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات