دخل المترشحون لمسابقة التوظيف في قطاع التربية في مشادات كلامية مع المسؤولين على مستوى المديريات الولائية الخمسين: “متى وأين ستعلن النتائج”؟! هو السؤال الذي لم يعثر له مئات الآلاف من الذين تنقلوا عشرات الكيلومترات على جواب مقنع وصريح له، خاصة وأن المصالح المعنية تأخرت في تحديد القوائم النهائية للناجحين وتحويلها إلى مصالح الوظيف العمومي للتأشير عليها.حاول مئات المترشحين لمسابقة 19 ألف منصب في قطاع التربية أن يطّلعوا على النتائج النهائية وقوائم الناجحين، لكن كيف؟ وبعض أبواب مديريات التربية موصدة في وجوههم! أخرى لا يجيب المسؤولون على مستواها إلا بكلمة “مازال”! فيما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، وقد ردوا على المترشحين ممن تنقلوا إلى المصالح ذاتها بالقول لهم: “اذهبوا إلى بن غبريت تعطيكم النتائج”! وهو التصريح الذي استفز بعض المترشحين الذين دخلوا في مشادات كلامية مع أعوان المصالح نفسها.كذّب الواقع التطمينات التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية حول موعد الإفراج عن نتائج مسابقة التوظيف في قطاع التربية، فقد نفى المكلف بالإعلام بمديرية التربية لولاية تيبازة في حديثه مع “الخبر” نشر نتائج المسابقة المهنية الخاصة بسلك الأساتذة، أمس الاثنين، مبررا الوضع بانشغال خلية دراسة الملفات بالامتحانات، مشيرا إلى أن نشر نتائج المسابقة سيكون خلال الأسبوع المقبل كأقصى تقدير.وشهدت مديرية التربية بولاية بومرداس، منذ صباح أمس، حركة غير عادية، فقد تنقل مئات المترشحين للاستفسار عن تاريخ صدور النتائج النهائية للمسابقة، مثل المترشحة نسيمة 26 سنة حائزة على شهادة الماستر في اللغة العربية، تحمّلت عناء التنقل من بلدية الناصرية شرق ولاية بومرداس للاستفسار عن تاريخ صدور نتائج مسابقة توظيف الأساتذة، لكن الرد كان سلبيا، وأخرى قالت إنها تخشى تكرار سيناريو السنة الماضية الذي شهد، حسبها، تلاعبا بالنتائج والأرقام، فيما احتج آخرون على هذا التأخر.وفي سطيف، لم تلتزم المديرية الولائية بنشر النتائج، وتفاجأ المترشحون بأجوبة المسؤولين المحليين السلبية، فيما أعرب الكثير ممن تحدث لـ”الخبر” عن استيائهم العميق لهذا التأخر، خاصة وأن معظمهم يسكن في بلديات نائية، على غرار بوعنداس وآيت تيزي وبني ورثلان شمالا، هذه الأخيرة تبعد 100 كلم عن مركز الولاية، وطالبوا بضرورة نشر كل تفاصيل العملية تفاديا لأي تجاوزات لتكرار سيناريو السنة الماضية، فقد اكتشفت مصالح الوظيف العمومي عشرات الملفات التي زوّر أصحابها كشوف النقاط الجامعية، ما أدى إلى إيقاف أكثر من 25 أستاذا.وعجزت مديرية التربية بسطيف عن تحديد تاريخ معين لنشر النتائج، خاصة وأن الملفات وضعت على طاولة الوظيف العمومي من أجل المراقبة النهائية بتاريخ 15 جوان الماضي، في حين تضم ولاية سطيف أكثر من 27 ألف ملف.وفي قسنطينة، لم يتمكن المشاركون في مسابقة التوظيف الخاصة بقطاع التربية من معرفة النتائج التي لم تنشر. ورغم الصيام وارتفاع درجات الحرارة، توافد العديد من المترشحين على مقر مديرية التربية لمعرفة النتائج، لكن بعض الموظفين والأعوان أعلموهم بأن النتائج لن يعلن عنها اليوم، وأنها قد تكون عبر صفحات الانترنت، في موقع مديرية التربية مستقبلا.وانفجرت، أمس، المواقع الالكترونية، خاصة تلك الخاصة بالوزارة الوصية ومديريات التربية بالزائرين الذين حاولوا الدخول إليها للإطلاع على قوائم الناجحين، غير أن أغلبها كان إما معطلا أو غير محينا أو تأخر في النشر، في حين عبّر المترشحون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من تأخر العملية، خاصة بعد إصرار مصالح الوزارة الوصية على أن النتائج ستنشر أمس الاثنين!وفي الصفحة الرسمية للوزارة الوصية، وجه العديد من المترشحين شكاوى بالجملة حول التجاوزات التي قالوا إنها رافقت العملية، على غرار تصرف بعض المسؤولين الذين، ووسط إلحاح المترشحين، قالوا لهم أن يذهبوا إلى الوزيرة لكي يطلعوا على النتائج، في حين دخل آخرون في مشادة مع المسؤولين بسبب المعلومات المتضاربة بين الوزارة ومديريات التربية الولائية.وينتظر أن تستمر عملية نشر النتائج إلى غاية شهر جويلية المقبل، مثلما سبق ونشرته “الخبر” في عدد سابق، إذ تواصل مديريات التربية دراسة الملفات وإحالتها على مصالح الوظيف العمومي للتأشير عليها، في حين تمكنت بعض المديريات من إتمام العملية، على غرار مديرية التربية لولاية بشار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات