"ملاحقة الصحافيين خارج الحدود خطر على العمل الصحفي"

+ -

ما ملابسات قضية اعتقال الإعلامي أحمد منصور؟ أحمد منصور هو صوت من أصوات الحقيقة مثل قناة الجزيرة، وبغض النظر عن الاعتقال وتداعياته، كل المؤشرات تؤكد أنها محاولة قمعية من نظام مصري يحارب الصحافة وحريتها لإسكات صوت الجزيرة عن طريق تكميم إعلامييها، رغم أن القناة ولدى تغطيتها ومتابعتها للأحداث في مصر عقب الانقلاب على الشرعية، وحتى بعد إغلاق مكتبها هناك، نقلت كل أوجه النظر بما في ذلك رأي الطرف الآخر، وكمدير للتخطيط الإخباري في القناة ومشرف على عمل المراسلين، أؤكد أن العديد من صحفيي الجزيرة دخلوا السجون وقتها دون وجه حق، إذ أطلق سراحهم بعد طول بقاء في السجون ومحاكمات طويلة، ولم تثبت أي اتهامات في حقهم، وانتهكت حقوقهم الأساسية. فعملنا هو البحث عن الخبر، أن تكون صحفيا ليس جريمة، مهمتنا الوصول إلى المعلومة وإيصالها، ومن خلال ذلك من المؤكد أننا سنتعرض لمشاكل وتعسف من قبل أطراف الصراع، وإلى الاختطاف والاعتقال بل وحتى القتل، ونحن ندرك تماما أن تلك هي ضريبة العمل الصحفي، لكننا لا نريد أن تتمكن الأطراف الساعية لتكميم العمل الصحفي من ملاحقة الصوت الحر أن تمتد حتى خارج حدودها الجغرافية، ففي ذلك خطر على العمل الصحفي في العالم بأسره.أليست الأحكام القضائية المصرية الصادرة في حق أحمد منصور شأنا داخليا بحتا؟ الأحكام الصادرة في حق منصور سبق أن حدثت مع الاعتقال التعسفي لعبد الله الشامي مراسل قناة الجزيرة الإخبارية في نيجيريا، والذي توجه لتغطية وقائع اعتصام ميدان رابعة العدوية، حيث قبض عليه وقضى ما يقرب من 11 شهرا رهن الاعتقال دون توجيه أي تهمة له، ثم قرر النائب العام المصري الإفراج الصحي عنه، وكذا بيتر جريستي صحفي بقناة الجزيرة الإنجليزية، اعتقل مع باهر محمد ومحمد فهمي في قضية الماريوت، وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، قبل إصدار قرار بالإفراج عنه وترحيله إلى أستراليا، وآخرون لم تكن لهم أي تهمة ولا جرم، تهمتهم الوحيدة ممارسة مهامهم في وقت تلاحق فيه حرية الصحافة، ويفتح المجال للمطبلين وليس لمن ينقل حقيقة ما يحدث.ألا يعتبر اعتقال أحمد منصور ضربة لحرية الصحافة ولألمانيا؟ نتمنى من الدول الغربية التي علمتنا مفاهيم الديمقراطية والحرية والإنسانية التي يشترك فيها الجنس البشري، أن تستمر في الحفاظ على هذه المعطيات، فالرأي الحق لا يمكن السماح لأحد بمحاصرته، والقضاء لا ينبغي أن يخضع لحسابات سياسية ضيقة، والجزيرة سبق أن وقفت بكل صرامة مع كل الإعلاميين الذين تعرضوا للاعتقال في مناطق الصراع، ونحن مراسلون في مرمى نيران، إلا أننا نقول كلمة الحق.أشيع أن الاعتقال أتى على خلفية المقابلة التي أجراها الإعلامي مع زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، ما تعليقك؟ طلبنا من نظام دمشق دخول الأراضي السورية بصفة رسمية باسمي وباسم مدير القناة، وقلنا إنه لن يكون لنا أي دخول من أي منافذ أخرى، إلا أننا مُنعنا من الدخول، ولا يهمنا لدى لقائنا بالشخصيات توجهاتهم ومعتقداتهم بقدر ما يهمنا إيصال الخبر، وقبل لقاء أبو محمد الجولاني كانت قناة “فايس نيوز” دخلت الرقة وقضت 45 يوما مع داعش ونقلت وجهة نظرهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات