تكبّد نادي مولودية الجزائر خسارة كبيرة في صفقة البرازيلي روبرسون الذي تقاضى أموالا طائلة منذ التحاقه بالنادي في “الميركاتو” الشتوي، دون أن يلعب دقيقة واحدة، وهو اللاّعب الذي جعل العميد يدخل في صراع مفتوح مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بسبب عدم تأهيل اللاّعب في صفوف الفريق الذي كان وقتها يصارع من أجل ضمان البقاء. انقضاء الموسم الكروي دون تأهيل روبرسون في مولودية الجزائر لم يُحدث أية ضجة، ولم يكن له تبعات من جانب الإدارة الجديدة للمولودية بقيادة عبد الكريم رايسي، كون ذلك لم يؤثّر بشكل مباشر على مصير العميد في البطولة، حيث نجح الفريق في تفادي السقوط بأعجوبة دون الحاجة إلى خدمات لاعب وصفه مسيرو العميد بالنجم فوق العادة الذي حرمتهم “الفاف” من خدماته، ونال روبرسون نظير عدم مشاركته في أية مباراة رسمية مع الفريق 20 ألف أورو كل شهر.القبضة الحديدية بين العميد و “الفاف” بسبب روبرسون وتحضير إدارة رايسي لاستغلال ورقة البرازيلي لضرب الاتحادية في حال نزول الفريق إلى الرابطة الثانية، وإقناع كل أنصار المولودية والرأي العام الرياضي بأن الاتحادية حرمت المولودية من خدمات نجم فوق العادة، ترك الانطباع أن ثقل روبرسون لن يختلف عن ثقل ووزن نيمار في الساحة الكروية العالمية.كما أن الحديث على روبرسون ترك أيضا الانطباع أن العميد سيراهن على هذه الورقة البرازيلية الموسم القادم لفضح “الفاف”، غير أن خيار إدارة المولودية كان غير ذلك، وتراجع حماسها شيئا فشيئا في الاحتفاظ بالبرازيلي روبرسون، ليطرح عدّة تساؤلات عن حقيقة هذا اللاعب البرازيلي الذي كلّف المولودية الكثير وأدخلها في حرب معلنة مع رئيس الاتحادية دون أن يتم تسوية وضعيته الإدارية.روبرسون لم يتم تأهيله في “الميركاتو” الشتوي في الموسم الماضي بحجة أن إدارة العميد تأخرت في تسجيله ضمن نظام “التياماس”، بينما كشفت إدارة المولودية بأن “الفاف” تعمدت عدم تأهيله كونها شكّكت في تقمص روبرسون لألوان المنتخب البرازيلي في أي صنف، ما جعل “الميركانو” الصيفي الجاري حاسما في كشف الحقيقة وفضح أحد الطرفين، طالما أن قضية روبرسون أخذت أبعادا كبيرة.وفي وقت تركت إدارة المولودية انطباعا بأن “الفاف” داست على القوانين، فإن تخليها عن روبرسون الموسم المقبل يؤكد فعلا بأن شكوك الاتحادية كانت في محلّها، وبأن الرئيس السابق للعميد حاج طالب والمناجير الحالي للنادي رفيق حاج أحمد ارتكبا خطأ جسيما لإصرارهما على صفقة غير قانونية منذ البداية، وهي الصفقة التي يقف وراءها المدرّب المساعد فالدو وعدة أطراف أخرى لا علاقة لها بالنادي، غير أنها تستفيد ماليا من الصفقات التي تبرمها مع مناجير الفريق.وكشف مصدر قريب من إدارة المولودية بأن روبرسون لم يكن أبدا لاعبا دوليا في أي صنف من أصناف المنتخبات البرازيلية، والوثيقة التي قدّمها في البداية لها علاقة بتجمعات جهوية للاعبين في البرازيل نظرا للمساحة الشاسعة للبلد، غير أن روبرسون صاحب 26 عاما لم ينل أية فرصة ليصبح لاعبا دوليا، ما يفسّر عدم ردّ روبرسون إلى غاية اليوم على طلب إدارة المولودية بجلب الوثيقة المطلوبة من طرف الاتحادية.احتكام المولودية في عهد عبد الكريم رايسي إلى السكوت بعد الضجة الكبيرة التي أثيرت بسبب اللاّعب البرازيلي رسالة واضحة بأن رايسي اقتنع بأنه أمام فضيحة بكل المقاييس، خاصة أن رئيس الاتحادية محمّد روراوة، بشهادة المسيرين الحاليين للمولودية، طلب من حاج طالب في البداية عدم المغامرة في التعاقد مع لاعبين برازيليين، اقتناعا منه بأن ثمة مشاكل كبيرة تتعلّق بهم، غير أن حاج طالب وحاج أحمد رفضا طلب روراوة، ما أدخل الفريق في صراع مع الاتحادية، انتهى بخسارة إدارة العميد الرهان، كون روبرسون فشل في جلب الوثيقة التي تثبت بأنه لاعب دولي برازيلي.تراجع رايسي عن ضمّ روبرسون يستدعي من مسؤولي سوناطراك فتح تحقيق للوقوف على كل تفاصيل هذه الصفقة وكل الصفقات السابقة، إذ أصبحت الشكوك تحوم حول خلفيات خيارات الاستقدامات في بيت العميد، وحول الأطراف المستفيدة من عدّة صفقات يوافق عليها المناجير العام ورئيس النادي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات