في المقابل، يشتكي المواطن الجزائري من الفوضى التي تعيشها مصالح الاستعجالات عندنا ومن نقص الأطباء المختصين، ومعاناتهم في هذه المصالح خاصة إذا قصدوها ليلا. وعن هذه المسألة أكد لنا السيد “محمد. ن”، أستاذ جامعي فقد زوجته التي كانت على وشك الوضع بسبب إهمال باستعجالات التوليد على مستوى أحد أكبر مستشفيات العاصمة، أن نظام الاستعجالات بالجزائر يفتقر تماما إلى التنظيم وأن ما يجري حاليا في قاعات الاستعجالات بمستشفياتنا لا علاقة له بالصحة، إذ يكفي أن يقصد أحدنا استعجالات أي مستشفى ليقف على الفوضى العارمة..وعن الفكرة نفسها أشار البروفيسور نافتي، رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض التنفسية، في وصفه لمصالح الاستعجالات عندنا، إلى أن المكلفين باستقبال المرضى على مستوى مصالح الاستعجالات مجرد أطباء مقيمين من مختلف الأقسام، يتم وضعهم لمجابهة كمّ من الحالات المستعجلة تصل كل ساعة.يقول محدثنا: “كيف يطلب بالله عليكم من طبيب مقيم من مصلحة أمراض الجلد أن يتكفل بمريض يعاني من مضاعفات على مستوى الرئة”، وهو ما حوّل، حسبه، المهمة الرئيسية لمصالح الاستعجالات وجعلها تستقبل فقط دون أن تفي بالغرض، حتى أن الطبيب الذي يمارس بها يرى في عمله مشقة لا غير، خاصة حينما يجد نفسه مجبرا على معاينة مريض تحت تهديد أفراد عائلته الذين يرافقونه، كل هذه الفوضى يضاف إليها انعدام التجهيزات التقنية الفورية من أشعة عادية وأخرى مثل السكانير وكذا مخبر بيولوجي، جعل مصالح الاستعجالات عندنا “قاعات موت حتمي” لا غير، ليشير إلى أن 50 بالمائة من المرضى الذين يقصدون استعجالات مستشفياتنا يموتون بها أو في الطريق إليها بسبب انعدام التجهيز الطبي بسيارات الإسعاف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات