38serv

+ -

إنّ حقيقة التّصديق بالدّين ليست كلمة تقال باللِّسان، إنّما هي تحوّل في القلب يدفعه إلى الخير والبِرّ بإخوانه في البشرية، المحتاجين إلى الرّعاية والحماية. والله لا يُريد من النّاس كلمات ولا شعارات، إنّما يريد منهم أعمالاً صادقة خالصة لوجهه الكريم وإلاّ فهي هباء لا وزن لها عنده ولا اعتبار..ويحذّرنا الحقّ سبحانه وتعالى بقوله في سورة الماعون {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون}. إنّهم أولئك الّذين يصلّون ولكنّهم لا يقيمون الصّلاة. الّذين يؤدّون حركات الصّلاة وينطقون بأدعيتها، ولكن قلوبهم لا تعيش معها ولا تعيش بها وأرواحهم لا تستحضر حقيقة الصّلاة وحقيقة ما فيها من قراءات ودعوات وتسبيحات. إنّهم يصلّون رياء للنّاس لا إخلاصًا لله، ومن ثمّ هم ساهون عن صلاتهم وهم يؤدّونها، ساهون عنها لم يقيموها. والمطلوب هو إقامة الصّلاة لا مجرد أدائها وإقامتها؛ لا تكون إلاّ باستحضار حقيقتها والقيام لله وحده بها.ومن هنا لا تنشئ الصّلاة آثارها في نفوس هؤلاء المصلّين الّذين هم عن صلاتهم ساهون فهم يمنعون الماعون. يمنعون المعونة والبِرّ والخير عن إخوانهم في البشرية، يمنعون الماعون عن عباد الله ولو كانوا يقيمون الصّلاة حقًّا لله ما منعوا العون عن عباده.فهذا هو محك العبادة الصّادقة المقبولة عند الله جلّ علاه، وغير هذا عمل رئاء النّاس فهو معصية إذن تنتظر سوء الجزاء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات