38serv

+ -

 لا أحد في مدينة المسيلة لا يعرف عمي علي من الأجيال السابقة أو الجيل الحالي ممن عاصروه أو سمعوا عنه من أبناء الحي الشعبي الذي يقطن فيه ويتواجد فيه كل صباح ومساء. عمي علي هذا الذي بلغ من العمر عقودا زمنية سبعة، له حكاية “عداء طويل” مع شهر رمضان، حكاية تحمل الكثير من الطرافة وروح النكتة التي يلبسها كلما حل الشهر الكريم.عمي علي سريع الغضب في رمضان إلى حد الانفجار، لا يقدر على مجاراة يوم كامل من الصيام، وخاصة الساعات الأخيرة.لعل أطرف ما سمعت عنه أنه يخرج كل صباح من بيته حاملا عصاه والويل لمن جاء في طريقه، كل من يعرف عمي علي لا بد له إذا ما أراد أن يسلم أن يتجنبه بالشكل الذي لا تقع عيناه في عيني هذا الأخير. يبحث عمي علي عن من يشفي فيه غليله من وطأة الصيام، وقد قال لي أحدهم ذات مرة: كانت الساعة شارفت منتصف النهار، ولما لم يجد عمي علي من يفرغ فيه غضبه رفع عصاه للسماء باتجاه قرص الشمس مخاطبا إياها “ريحي انت ثم ما تهبطيش”. وفي مرة قال للإمام لما تباطأ قليلا عن رفع الأذان “أنا نفطر وانت إذا عاد باب الجنة بيدك أغلقه”، لكن ما إن يرفع الأذان حتى يسترجع توازنه وهدوءه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات