أعرب رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، عن أمله في أن تتحلى السلطة بـ”التعقل” وأن تترك المواطنين يعبرون عن آرائهم بكل حرية وبالوسائل السلمية لأنه “أنفع لها وللوطن”.وصف جاب الله، الذي أكد حضوره في الوقفة التي دعت إليها “تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي”، خرجة قادة أحزاب الموالاة التي انتقدت، بشدة، التصعيد الذي أعلنت عنه التنسيقية، أول أمس، بأنها “ممارسات سلطة ظالمة اختاروا التخندق مع مصالحهم الضيقة ضد مصالح الوطن والمواطنين”.وهاجم جاب الله حزبي “التجمع الوطني الديمقراطي” و”تجمع أمل الجزائر” على تصريحات نسبت إلى قياداتهما، يتهمون فيها المعارضة بأنهم “دعاة فتنة”. وقال في تصريح لـ”الخبر”، أمس، “نحن نعتبر السجال الدائر بين السلطة وأحزاب المعارضة حول قضية الغاز الصخري نوعا من أنواع التدافع بين مكونات الأمة”، مشيرا إلى أن “البعض آثر الوقوف مع الشعب يدافع عنه ومصالحه، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، بينما البعض الآخر اختاروا الوقوف خلف السلطة يدافعون عنها وعن سياساتها وممارساتها”.وقدر رئيس “العدالة والتنمية” أن السلطة والموالين لها من الأحزاب “ظلموا الأمة في حريتها وثرواتها ودينها وأخلاقها”، معتبرا أن ما تدعو إليه الشخصيات والأحزاب المنضوية تحت راية تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي يعد دفاعا عن الشعب وثرواته ويدخل في صميم وجودها. وردا على سؤال بخصوص تصريحات كل من عبد القادر بن صالح، أمين عام “الأرندي”، وعمار غول، رئيس حزب “تاج”، والتي تتهم أحزاب المعارضة بإثارة الفتنة في البلاد ومحاولة ضرب استقرارها، من خلال الوقفات التي دعت إليها التنسيقية، أوضح جاب الله قائلا: “كيف نكون دعاة فتنة ونحن نقف في صف الأمة من أجل التعبير عن رفضهم لسياسات ظلم ممنهجة ومنتهجة من طرف السلطة، وهو أبسط حق؟”.وتابع رئيس جبهة العدالة والتنمية أن “السلطة وأتباعها أبدعوا بابتكار مفهوم جديد من الفتنة لم يسبقهم إليه أحد من العلماء والمفكرين”، متسائلا: “متى كان رفض تعريض الأمة إلى الضرر والمصائب فتنة؟ هم اختاروا معسكرهم وخندقهم ومصالحهم على حساب الأمة، ونحن اخترنا شعبنا ومصالحه”.وكان بن صالح قد هاجم دعاة الوقفات المناهضة لمشروع الحكومة لاستغلال الغاز الصخري بأنهم “منفصلون عن الواقع السياسي المعاش وعاجزين عن التواجد في ميدان النضالات الحقيقية، وعدم قدرتهم على التجاوب الفعلي مع آمال وتطورات الشعب، خصوصا ما يتجلى في تقلب مواقفها بشأن كبريات مشاكل الساعة”. وتحدى بن صالح أطراف التنسيقية “أن تنجح في أي عمل تعبوي ذي وزن أو مصداقية”، متهما إياها “بتلويث المناخ السياسي لضمان الحضور والاستمرارية”.وليس بن صالح وحده من تهجم على المعارضة، حيث لم يفوت الوزير غول فرصة اجتماع المكتب السياسي لحزبه “تاج”، أول أمس، لإطلاق النار على هيئة التشاور وتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، معتبرا دعوة الخروج إلى الشارع للتعبير عن رفض استغلال الغاز الصخري محاولة لـ”جر الشارع نحو الفتنة والانزلاق والانفجار”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات