الخبر في بيت الطفل رياض العائد من تركيا

+ -

زارت “الخبر” الطفل رياض المولود من زواج مختلط بين جزائرية وتركي، في بيته العائلي بالبليدة، بعد أن عاد إلى أحضان جدته في الجزائر وهو الذي أمضى7 أشهر محتجزا لدى عائلة والده بتركيا، إلا أن رحلة العودة كانت قاسية على الطرفين، فرياض نسي ملامح جدته وأفراد عائلته بالجزائر، بل لم يعد يتكلم العربية، وآثار الخوف والرعب لم تفارق محياه كلما اقترب منه غريب. كانت فرحة جدة رياض وكفيلته ناقصة بعودة قرة عينها، فحفيدها وفلذة كبدها الذي ربته منذ أن فقد أمه ثم والده، لم يعد الطفل نفسه الذي غادر رفقتها بيته العائلي في شهر ديسمبر الماضي لزيارة جدته لأبيه في مانيسا بتركيا، إذ حملت عودته إلى أهله مشاكل لم تكن في الحسبان.وهو ما وقفنا عليه في زيارة قادتنا إلى بيته العائلي، فآثار الصدمة كانت بادية عليه وهو يحدق في الوجوه بعيون خائفة كلما لمح غريبا، ولم يعد يثق في أي شخص يقترب منه، خوفا من أن يتعرض مرة أخرى للاحتجاز والابتعاد عن من أحبهم.تقول السيدة زينب، جدة رياض، في حديثها لـ”الخبر”، إن حفيدها أصبح يخشى الخروج من البيت، وحينما يراها ترتدي حجابها للخروج يصاب بنوبة ذعر ويجهش بالبكاء، ويحدث الأمر مع أي زائر أو ضيف تستقبله العائلة، مثلما حصل عندما نزلنا ضيوفا على بيته العائلي، إذ اعتقد الطفل أننا نريد أخذه من عائلته، وانخرط في البكاء والصراخ وراح يردد كلاما باللغة التركية. وأكدت جدته أنه لم ينم في اليومين الأولين، ورفض الأكل إلا القليل من الحلويات والسكاكر، كما أصيب بآلام على مستوى البطن وغثيان لازمه طيلة الليل، حيث ألزمها وضعه غير المستقر على حمله إلى طبيب العائلة للكشف عنه، خاصة أنه أصيب عند تواجده في تركيا بمرض في الأذن والحنجرة، وفقد مناعة جسمه وأصيب بفقر في الدم، واعترفت أنها تخشى أن يتعقد ابنها ويزداد وضعه النفسي سوءا.وكان القضاء التركي قد أنصف جدة رياض بعد معركة قانونية خاضها فريق الدفاع المكلف من قبل السفارة الجزائرية بتركيا ضد عم رياض في مدينة مانيسا بتركيا.يذكر أن عائلة رياض لأبيه لجأت إلى حيلة غير أخلاقية لأخذ الطفل من حاضنته، حيث تواصلت مع جدته لأمه في الجزائر عبر “السكايب” لأشهر، وأظهرت عائلة زوج ابنتها شوقا لرياض الذي فقد أمه بعد مرض أصابها ثم والده التركي في حادث عمل بورشة في الجزائر، وأقنعت كل العائلة بأن تتكرم عليهم بزيارتهم لأن جدة رياض لأبيه مريضة وأيامها معدودة.وحتى تقر عين الجدة التركية برؤية حفيدها من ابنها المتوفى، رافقت السيدة زينب رياض إلى تركيا في العاشر من شهر ديسمبر الماضي، بعد أن استوفت الإجراءات القانونية، حيث تحصلت على ترخيص قانوني عن قسم شؤون الأسرة في 1 ديسمبر الماضي لفائدة رياض، يسمح لها بمغادرة التراب الوطني بصحبة رياض لمدة محددة بـ21 يوما، اعتبارا من تاريخ 10 ديسمبر الماضي وإلى غاية 8 جانفي الجاري، كما تحصلت الجدة على أمر بتعيينها كفيلا للقيام بشؤون رياض وتولي أموره بنفس سلطة الوصي والولي، على اعتبار أن المحكمة في قسم شؤون الأسرة استخلصت بالإثبات أن جدته تتميز بأخلاق حسنة ومسلمة وعاقلة وقادرة، وليس هذا فقط، بل ساعد مدير الشركة التركية التي عمل بها والد رياض كرئيس ورشة، في ترتيبات السفر وتعهد أمام الجدة بعودة رياض معها.لكن بمجرد الوصول إلى تركيا، ظهرت حقيقة نوايا العائلة التركية، حيث تأكدت السيدة زينب أن جدة رياض ليست مريضة، كما أنه لن يعود معها إلى الجزائر.وأظهرت الجدة زينب إصرارا على استعادة حفيدها “رائحة ابنتها” كما تقول، وقامت بإيداع شكوى رسمية وتكفلت القنصلية الجزائرية في اسطنبول بباقي الإجراءات، وتابعت الملف منذ شهر جانفي الماضي، إلى أن تحصلت على حكم قضى لصالحها.وأكدت الجدة أنها سترعى أمانة ابنتها إلى آخر يوم في حياتها، وستبذل كل ما في وسعها لمساعدة رياض على استعادة استقراره النفسي الذي سيجده في أحضانها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات