+ -

إنّ الزّيادة في أضعاف الحسنات بأكثر من العشرة إلى سبعمائة ضعف بل إلى ما فوق السبعمائة، حيث تنمو بحسب تمكّن الإخلاص من نفس المؤمن، فكلّ ما زادت مكانته في الإخلاص علوًا زادت مثوبته على الحسنات أضعافًا مضاعفة والله يُضاعِف لمَن يشاء والله واسع عليم.ولهذا قال سيّدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه: لمّا بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن قلت له يا رسول الله أوصني، فقال: “أخْلِص دينَك يكفك القليل من العمل” أي اجعل إيمانك خالصًا ممّا يشوبه من شهوات النّفس واجعل طاعتك كلّها لوجه الله يَصبح القليل من عملك كثيرًا مباركًا.ولقد عنى الحديث القدسي بأمر الإخلاص والتّحذير من ضدّه، فجاء فيه: “أنا أغنَى الأغنياء عن الشُّكر، مَن عمل عملاً أشْرَك فيه غيري فهو للّذي أشْرَك به وأنا منه بريء”. ويقول الله تعالى في الحديث القدسي أيضًا: “الإخلاص سِرّ من سرّي استودَعْتُه قلبَ مَن أحببتُ من عبادي”. وعنى الحديث النّبويّ كذلك بأمر الإخلاص فجاء فيه: “ثلاثة لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل لله ومناصحة وُلاّة الأمر ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم”. ومعنى: “لا يغل عليهنّ” وهو كما قال ابن القيم: “لا يبقى في قلب المؤمن غلّ مع وجود هذه الأمور الثلاثة”.وروى مسلم قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أنّ الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظُر إلى قلوبكم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات