+ -

قال الشيخ روشان عباسوف، نائب مفتي روسيا الاتحادية، في حوار مع “الخبر”، إنّ الإسلام انتشر في روسيا في القرن الأوّل الهجري والسّابع الميلادي، مؤكّدًا بأنّ أجداده أسلموا سنة 922م، موضّحًا أنّ الإسلام والمسلمين في روسيا ليسوا مهاجرين كما هو حاصل في الغرب.متى بدأ انتشار الدّين الإسلامي في روسيا؟ المسلمون في روسيا هم جزء كبير من الأمّة الإسلامية في العالم، ويعيش اليوم بروسيا حوالي 23 مليون مسلم، أي 18% من عدد سكان روسيا الاتحادية، ويمثّلون 45 قومية إسلامية.جاء الإسلام إلى الأراضي الروسية منذ زمن طويل وذلك مع بداية الفتوحات الإسلامية، وجاؤوا برسالة الإسلام إلى منطقة ديربند وتقع شمال القوقاز، ويوجد بها قبور أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ونؤكّد أنّ الإسلام جاء إلى روسيا منذ أكثر من 14 قرنا، وبدأ انتشاره في روسيا منذ القرن السّابع الميلادي الموافق للعام الهجري الأوّل. ولقد أسلم أجدادنا سنة 922م، في منطقة البولغار (تقع على حوض الفولغا، وهو نهر كبير جدًا ومعروف في روسيا الاتحادية)، وقُبِل الإسلام رسميًا من قبل قيادة هذه الجمهورية (وهم التتار اليوم)، وهكذا من القرن العاشر الميلادي، الثالث الهجري، بدأ انتشار الإسلام في الأراضي الروسية كلّها. ويمكننا أن نقول إنّ الإسلام والمسلمين في روسيا ليسوا مهاجرين كما يوجد اليوم في الغرب، ولكن الإسلام جاء مبكرًا في كلّ مناطق روسيا. ويعيش المسلمون اليوم في كامل بلاد روسيا، بينما يعدّون أغلبية في الجمهورية الإسلامية، في حين يبلغ عددهم في العاصمة موسكو حوالي مليوني مسلم.وتاريخيا نرى أنّ جهود المسلمين كانت قوية جدًّا قبل الثورة سنة 1917م، لكن مع مجيء الحزب الشيوعي وللأسف الشّديد كانت تلك الفترة خلال سبعين سنة أسوأ فترة لمسلمي روسيا، حيث أغلقت المساجد والمراكز الدّينية ودُمّرت المساجد وأحرقت الكتب الإسلامية والكثير من الكنائس، وكانت تلك الفترة صعبة على جميع الأديان السّماوية.لكن الحمد لله منذ 1991م عندما أصبحت روسيا دولة ديمقراطية، فتحت لنا أبوابا جديدة، ومنذ ذلك الوقت وخلال الأربعة والعشرين سنة الأخيرة والحمد لله، لدينا الحرية الكاملة لنشر الإسلام وبناء المساجد في ربوع روسيا، حيث بنينا ثمانية آلاف مسجد جديد، وفتحنا الجامعات الإسلامية والمدارس والمراكز لتحفيظ القرآن الكريم.كيف يستقبل مسلمو روسيا شهر رمضان المعظم؟شهر رمضان عيد لمسلمي روسيا، ويمتاز المسلمون بالنّشاط في هذا الشّهر الفضيل، ونقوم بخيم رمضانية من أجل إفطار الصّائمين وحتّى غير الصّائمين، حيث نستقبل حوالي ألف شخص في المكان الواحد. ونقول دائمًا إنّ رسالتنا هي الآية الكريمة “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، كما نقوم ببرامج ثقافية وتربوية ودينية في هذا الشّهر الفضيل، ونعمِّم هذه النّشاطات على كلّ مناطق روسيا الاتحادية.هل تشرفون على الوعظ والإرشاد في رمضان خصوصًا وباقي أيّام العام عمومًا؟ نعم نشرف على النّشاطات سواء كانت ثقافية أو تربوية أو الإرشاد لديننا الحنيف، إلى جانب النّشاطات الاجتماعية من تكافل وجمع لزكاة الفطر وتوزيعها، كما ندعو ممثلي الأديان الأخرى للتحدّث فيما يجمعنا، وللتحدّث عن صيامنا وصيامهم، والقرآن الكريم يقول “يَا أيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُون”، فاليهود يصومون بأن يمسكوا من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس ولكن ليوم واحد فقط، كما أنّ المسيحيين عندنا في روسيا يقولون بأنّ الصّيام الصّحيح هو صيام المسلمين.وهل لكم مساع لتوحيد صفوف المسلمين في آسيا وخاصة في توحيد هلال رمضان وشوال؟في الحقيقة كانت مشكلة سابقًا، لكنّنا اليوم نقول بأنّنا كجزء من مجتمع أوراسيا ومكتبه بإسطنبول في تركيا، بدأنا نأخذ القرار الرسمي بميلاد الهلال بالطّريقة العلمية ويُبلّغوننا ظهور الهلال وبدورنا نعلن عن هلال رمضان مبكرًا لأنّنا لسنا كالدّول العربية الّتي تعلن عن ظهوره عبر الرُّؤية المجرّدة من قبل المفتين، فنصوم مع بعض، وأيضًا فيما يخص هلال عيد الفطر لمسلمي روسيا وآسيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات