للإخلاص ثمرات كثيرة جليلة، منها محبّة الله تعالى لمَن أخلص له. فقد جاء في الأثر أنّ الله تعالى يعطي الإخلاص لمَن يُحبّه كما يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه ابن ماجه: ”مَن فارق الدُّنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصّلاة وأتى الزّكاة فارقها والله عنه راض”. وقبول الله تعالى من المخلص لأنّ الحديث يقول: ”إنّ الله لا يَقبل من العمل إلاّ ما كان خالصًا وابتُغي به وجهه”. إلى جانب انقطاع الوسواس عن الإنسان، ولذلك يقول أبو سليمان الدَّاراني الصّوفي رحمه الله: ”إذا أخلص العبد انقطعت عنه كـثرة الوساوس والرّياء”.ومن بين ثمرات الإخلاص صرف السُّوء والفحشاء عن الشّخص المخلص، ولعلّ هذا بعض ما نفهمه من قول الله تعالى عن سيّدنا يوسف عليه السّلام وما جرى بينه وبين امرأة العزيز: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف:24. إلى جانب تفجّر الحكمة من المخلص، فقد قال مكحول رحمة الله: ”ما أخلص عبد قطّ أربعين يومًا إلاّ ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه”. ونصر الله المخلص لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه النّسائي: ”إنّما نصر الله هذه الأمّة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم”. وزيادة مضاعفة الحسنات، فإذا كان الله تبارك وتعالى قد وعد وهو الكريم وصاحب الفضل العظيم بأن يثبت الحسنات بأضعافها وقال جلّ ذِكرُه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} الأنعام:160.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات