عائلة المرحوم بن بلة تطالب السلطة برد الاعتبار له ولأنصاره بعد 50 سنة من حدوث انقلاب 19 جوان 1965.والواقع يقول: إن بوتفليقة الذي كان السبب الرئيسي في الانقلاب على بن بلة قبل 50 سنة، قد أعاد الاعتبار فعلا للرئيس المنقلب عليه بتكريمه أولا في تلمسان من طرف بوتفليقة، ثم بتنظيم جنازة رسمية له عند وفاته.بن بلة وبومدين ومجموعة وجدة، انقلبت سنة 1962 على حكومة بن خدة المؤقتة، ولكن لا بومدين ولا بن بلة ولا حتى بوتفليقة قد أعاد الاعتبار لبن خدة بعد مرور 50 سنة على الحدث، كما يطالب به جماعة بن بلة اليوم.حتى الأفالان انقلبت هي أيضا على مصالي سنة 1954، وقد أعاد بوتفليقة الاعتبار لمصالي وأطلق اسمه على مطار تلمسان، فهل يطالب المصاليون اليوم أيضا بإعادة الاعتبار لهم؟ǃمثل هذه المطالبات قد تفتح الباب أمام إعادة النظر فيما كنا نعتبره طوال 60 سنة أخطاء قام بها البعض، أو إنجازات عظيمة قام به بعض الآخر. لابد إذن والحالة هذه أن نحاسب بن بلة تاريخيا ونطالب أنصاره بالاعتراف بأنهم أخطأوا عندما طردوا الكولون والحركى سنة 1962، وصنعوا نوفمبر جديدا خلّص البلاد من حالة استقلال يشبه ما حدث في جنوب إفريقيا وفي ناميبيا.المؤكد الآن أن بن بلة يرقد في قبر ضخم شيّد بالرخام، حجمه بحجم قبر بومدين وبوضياف وكافي والشاذلي نفسه. بل ويتساوى الجميع في مقبرة العالية، كونهم جميعا تمت عملية سجنهم في قبورهم وهم أموات وضرب عليهم السجن بالأصفاد والأغلال والحديد، تماما مثلما هو الحديد الذي ضرب على نزلاء السركاجيǃ والحجة أن شباب اليوم الذين نزعوا فكرة القداسة عن أعمال ورجال الثورة، قد أصبح عدوانيا ضد هؤلاء جميعا، حتى وهم في قبورهم.. لذلك قامت السلطة بحماية هؤلاء بسجنهم في قبورهم بالأصفاد لتحميهم وهم أموات من أن يتبوّل عليهم الشباب، وهي حالة لم تحدث في أي بلد في العالم إلا في الجزائر.. وهي حالة ناتجة عن عملية إعادة النظر في كل شيء، وبطريقة فيها الأنانية والجهوية أكثر من الوطنية والثورية والتاريخية والحقيقةǃ حتى الترحّم على رؤساء الجزائر في العالية يحتاج إلى ترخيص من السلطةǃلهذا قرر بعض المجاهدين الشرفاء أن لا يدفنوا في العالية، وقد وصل حال كبار نزلاء العالية إلى ما وصل إليه من ازدراء وهوان من طرف شباب اليوم.. حتى أن الرئيس بوتفليقة فكر في أن يدفن في باحة المسجد الأعظم هروبا من السجن مع بقية زملائه الرؤساء في العالية، وهروبا من عبث الشباب برفاته ذات يومǃهل من الصدفة أن الصفة الوطنية لم تعط إلا للأمير عبد القادر وبن باديس وبومدين.. أما البقية، فقد عادوا إلى دواويرهم على مستوى إطلاق أسمائهم عليها[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات