ظنت أنه فارس الأحلام فضيعت الشرف والمجوهرات

38serv

+ -

لم تكن الشابة “س” تدري أن الشاب الذي آثر عدم إهدار الوقت والدخول من أوسع الأبواب لطلب يدها للزواج، ليس سوى محتال من الذين تستهويهم لذة مشاهدة أفلام الجريمة والرغبة في استنساخها على أرض الواقع، لتستيقظ بعد فترة قصيرة على حقيقة أن الزوج الموعود ليس سوى ذئب بشري قام بانتهاك شرفها وسلبها مجوهرات بقيمة 100 مليون، قبل أن يتركها في حالة يرثى لها على حافة طريق عمومي.لم تكن “س” الفتاة التي عرفت بين أقرانها في المدرسة والحي الذي تقطنه بجمالها وتعلمها، بحاجة لكل هذه العجلة في رسم مستقبل حياتها ومحاولة البحث عمن يشاركها أحلامها الوردية في دخول مملكة الزواج وبناء الأسرة، فقد كانت فتاة جميلة وذات مستوى دراسي مقبول كان يؤهلها لأن تصبح سيدة نفسها في المستقبل، لولا تلك التلميحات التي كانت تسمعها تارة من قريبات لها وأخرى من زميلات سابقات لها في الدراسة عندما كن يتصلن بها بين الفينة والأخرى للاطمئنان عليها، والسؤال عن أحوالها وما فعلته بها أيام الزمن بين انقضاء مشوار الدراسة وتفرق كل منهن إلى سبيلها تشق طريقها في الحياة.وعادة ما كانت تنتهي هذه الاتصالات بسلسلة من النصائح بضرورة الاهتداء إلى فارس الأحلام وإنجاب الأولاد ووضع حد لمن كن يعتقدنه سجن الأهل وسطوة الأعراف والتقاليد وانتظار زوج قد لا يأتي، لتجد نفسها تخطو سريعا نحو الهدف مع أول صورة تراها أو رسم كانت ترى فيه المخلص والقادم على صهوة فرس ليحملها ويطير بها إلى عالم من الأحلام الوردية، لتلتحق بزميلاتها وتحكي لهن هي كذلك عن السعادة المفقودة التي كانت تعتقد عميقا أنها بين أحضان رجل ولكن أي رجل، حتى تسقط في المحظور، وقد يكون هذا المحظور رجلا بالفعل، لكن هذه المرة ليس سوى ذئب بشري أوقعتها فيه الأقدار.

ليت حظها العاثر لم يجعلها في ذلك اليوم ترد على اتصال خاطئ من هذا الأخير، لقد كان ذكيا قرأ أفكارها بسرعة جعلته يخمن أن الفتاة التي توجد على الطرف المقابل من الخط، مهيأة لأن تصبح مادة لينة لبداية قصة استغفال جديدة سبق أن نسج خيوطها مع أخريات وتركهن يعضضن على أصابع الندم.ليس أسهل من أن تطيح بفتاة تحمل مقومات سقوطها بسرعة، ووجدت فيه هي فارس الأحلام الذي تكون الأقدار يسرت لها اللقاء به، كان من الممكن أن لا ترد بعد ذلك عليه وهو يعاود الاتصال، مبادرا إياها بالقول “كان اتصالا خاطئا بالفعل لكن نبرة صوتك الدافئ جعلتني لا أقوى على نسيانك”، وعرفت هي بكثير من السذاجة وبعض من قلة الحيلة والاستعجال أن الفارس ترجل أخيرا وجاء موعد اللقاء.وقائع هذه القضية التي عالجتها محكمة الجنايات لمجلس قضاء المسيلة، التي ساهمت فيها سذاجة الفتاة إلى حد بعيد في نجاح السيناريو الذي وضعه المتهم للوصول إلى مجوهراتها وشرفها في آن واحد، تعود إلى شهر جانفي من سنة 2012، عندما تقدمت “س” إلى مصالح أمن دائرة سيدي عيسى، من أجل تقديم شكوى ضد مجهول قام بهتك عرضها وسلبها مجوهراتها التي تصل قيمتها إلى 100 مليون، قبل أن يرمي بها على مشارف طريق عمومي.وصرحت الفتاة بأن المتهم كان اتصل بها هاتفيا عن طريق الخطأ وبرقم مجهول على رقم هاتفها الخلوي، وقال إنه وقع عليها عن طريق الخطأ وطلب الاعتذار بلباقة معهودة، قبل أن يجدد اتصاله بعد ذلك وأخبرها باسمه وبأنه من مدينة أخرى وهو يرغب في الحصول على رقم أخيها بغية التعجيل بطلب يدها منه، بعدما لمس أن هناك ميلا نحوها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات