قال هولاند: “إن فرنسا تتفهم المعاناة التي عاناها الشعب الجزائري بسبب الاستعمار.. لكننا اليوم نريد طي الصفحة والاتجاه إلى المستقبل”!.. هذا الكلام المعسول من رئيس فرنسا خدع به “السذّج” من أبناء هذا الشعب، فقالوا: “هذه نية حسنة من فرنسا، فلماذا لا نبادرها بالقبول والترحيب؟”. لكن الواقع يقول إن ما يريده هولاند للجزائر هو أسوأ من حالة الاستعمار الذي قال عنه رئيس فرنسا إنه صنع معاناة للجزائريين!هل الميزان التجاري للعلاقات الاقتصادية بين “كولون” الجزائر وفرنسا الأم كان لصالح فرنسا الأم بالإجحاف نفسه الذي نعيشه اليوم في العلاقات الاقتصادية بين فرنسا اليوم وجزائر اليوم؟! “الكولون” في الجزائر كانوا خلال الفترة الاستعمارية من الناحية الاقتصادية أكثر “وطنية” من خدام الجزائر لفرنسا اليوم، ولذلك بنى “الكولون” بالأمس ما بنوا من إنجازات في الجزائر، والتي ورثناها عن الاستعمار، لكن “كولون” اليوم يعطون الامتيازات الخيالية لفرنسا في علاقتها مع الجزائر، مقابل السماح لهم بحكم الجزائر خارج إرادة الشعب، والسماح لهم بتحويل المال العام المسروق والمنهوب إلى فرنسا وشراء ممتلكات هناك ينعمون بها عندما تنتهي فترة حكمهم للجزائر!لهذا فإن ما ينجزه هولاند اليوم هو أسوأ مما أنجزه آباؤه وأجداده من مظالم في عهد الاستعمار.. والمهم بالنسبة لنا ليس الاعتذار من قِبل فرنسا عن مظالم الاستعمار، بل المهم هو الكف عن ارتكاب المظالم اليوم ضد الشعب الجزائري باسم التعاون والشراكة.إن قول فرنسا هولاند “إن العلاقات الجزائرية الفرنسية تشهد هذه الأيام تطورا لم يسبق مثله في التاريخ”، هو قول صحيح.. فلم يعرف تاريخ الجزائر الاقتصادي تبعية لفرنسا كالذي يحدث الآن؛ وحتى في عهد الاستعمار عندما كانت الجزائر قطعة من فرنسا لم يحدث ذلك، وبالسوء الذي يحدث اليوم! هذا العهد أسوأ من عهد مروحة الداي؟! فرنسا الاستعمارية فوّتت على الجزائر فرصة التحوّل إلى دولة حديثة خلال الحقبة الاستعمارية على مستوى الحكم والمؤسسات الدستورية.. وها هي اليوم تسعى لحرماننا من تحقيق حالة الإقلاع الاقتصادي مثل بقية الأمم، وهذه في حد ذاتها جريمة أشنع من جريمة الاستعمار[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات