الطّريق إلى الإخلاص هو محاربة أهواء النّفس ومقاومة الطّمع في الدّنيا، والتجرّد للإقبال على الآخرة، وإحياء خشية اللّه في القلب وهذا الإخلاص إذا صدق استلزام صواب العمل وطهارته.ولقد سمع الفضيل بن عياض قول اللّه تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحياة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمُ أَحْسَنُ عَمَلاً} الملك:3. فقال رحمه اللّه: “أحسن العمل هو أخلصه وأصوبه”، فقالوا له: ما أخلصه وأصوبه؟ فأجاب: أنّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتّى يكون خالصًا وصوابًا، والخالص أن يكون للّه والصّواب أن يكون على السُّنَّة. ثمّ تلا قول اللّه تبارك وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف:110.وللإخلاص ثمرات كثيرة جليلة منها: محبّة اللّه تعالى لمَن أخلص له. فقد جاء في الأثر أنّ اللّه تعالى يعطي الإخلاص لمَن يُحبّه كما يقول الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يرويه ابن ماجه: “مَن فارق الدُّنيا على الإخلاص للّه وحده لا شريك له وأقام الصّلاة وأتى الزّكاة فارقها واللّه عنه راض”. وكذلك قبول اللّه تعالى من المخلص، لأنّ الحديث يقول: “إنّ اللّه لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصًا وابتغى به وجهه”. إلى جانب انقطاع الوسواس عن الإنسان، ولذلك يقول أبو سليمان الدّاراني الصُّوفي رحمه اللّه: “إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرِّياء”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات