+ -

الرئيس الفرنسي هولند تكرّم علينا وأفهمنا حقيقة مرض الرئيس بوتفليقة فقال: إنه من النادر أن يجد رئيسا لدولة يجمع بين الذكاء والحضور الذهني وبين الحيويةǃهذه الجملة الفرنسية هي التي جعلتني مثل بقية الجزائريين محدودي الفطنة، أفهم ما قاله زعيم الأرندي أويحيى عندما قال “إن المعارضة تطالب الرئيس بأن يقف من الكرسي على رجليه كي تجلس هي فيه”ǃ أي أن الرئيس الذي يتمتع بالحيوية التي لاحظها هولند ولم يرها الجزائريون، لا يريد الوقوف من على الكرسي حتى لا يمكّن المعارضة من الجلوس عليهǃ أي أنه يتصنّع المرض وليس مريضا، حسب تصريحات أويحيى وهولندǃالغريب أن هولند أصبح هو الآخر مثل بقية رؤساء الموز في إفريقيا، يتحدث عن مرض الرئيس بصيغهم نفسها.. وكأن القول يصدر من مشكاة واحدةǃ وتكاد تكون العبارات نفسها.. “الحيوية والحضور الذهبي”ǃهل من الحيوية يا رئيس فرنسا أن لا يقف معك رئيس الجزائر في الندوة الصحفية؟ǃ وتقف وحدك في مقابلة الصحافيين، كما لو كنت تزور بلدية من بلديات مرسيليا، وليس دولة أجنبيةǃ هل تقبل أن تقوم “ميركل أو كامرون” بعقد ندوة صحفية في الإليزيه دون حضورك؟ǃ هل تقبل يا رئيس بلد الحرية فرنسا أن تُسأل من طرف صحفي عن صحتك، أو يُسأل بوتفليقة إذا زار الإليزيه عن صحة رئيس فرنسا أمام الفرنسيين وفي عقر دارهم، كما تفعلون أنتم بهذا البلد المسكين؟ǃكل الناس يعرفون أن هولند يعرف حالة صحة الرئيس الجزائري أكثر من الرئيس بوتفليقة نفسه.. فلماذا عندما يُسأل هولند عن صحة بوتفليقة يقول إنني لست طبيباǃ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تفسر لنا تصريحك قبل عامين عندما كان الرئيس في فال دوغراس.. “الرئيس بوتفليقة سيكمل عهدته”ǃ على أي أساس تم إصدار هذا الحكم؟ǃصحة الرئيس الجزائري بخير، لأنه شد ساعتين في النقاش مع هولند خلال جلسة العمل، وفعل ذلك لأنه يتمتع بالحيوية والحضور التي نادرا ما يجدها هولند في رئيس دولةǃوبوتفليقة نفسه قال عن الشاذلي إنه جلس مع ميتران 10 ساعات، وهو لا يستطيع الجلوس معه أكثر من 10 دقائق لمحدودية حضوره الذهني والثقافي؟ǃ فهل هذه معجزة أن يجلس الرئيس ساعتين مع رئيس فرنسا حول ملفات مصيرية بالنسبة لاستقلال البلد؟مثل هذا القول الذي جاء على لسان هولند جعل الجزائريين الأسوياء يقولون: الحيوية والحضور الذهني لم تكونا متوفرين في هولند الذي سنّه نصف سن بوتفليقة، فكيف يكونا متوفرين في بوتفليقةǃ؟ فلو كان هولند يتمتع بالحيوية والحضور الذهني، لما قال هذه الشهادة التي يكذّبها الواقع اليوميǃالبلد الذي تتحوّل فيه صحة الرئيس إلى موضوع أساسي في زيارة أي رئيس، هو بلد مريض سياسيا ومؤسساتيا ولا يحتاج إلى شهادة الأجانب للدلالة على سلامة وصحة هذا البلدǃيا رئيس فرنسا: أنت زرت غرفة انعاش في مستشفى ولم تزر بلدا مستقلا.. وعدم استقبالك على انفراد من طرف بوتفليقة لوحده، يدل على أن الجماعة التي تحكم باسمه لا تريدك أن تعرف ما يعرفه الشعب الجزائري والأمريكان.. وهذا غباء من هؤلاء، لأن ملف مرض الرئيس تعرفه أنت أكثر من الرئيس نفسه.. ولكن مصالح فرنسا العليا أسكتتك عن الحقǃ

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات