مغتربون يحجّون إلى مسقط رأسهم في رمضان

38serv

+ -

يفضل العديد من المغتربين برمجة عطلتهم في شهر رمضان، للاستمتاع وسط العائلة بجو هذا الشهر الفضيل الذي يزداد فيه الحنين والشوق للأهل والأحباب، وهي الأجواء التي يفتقدونها في غربتهم خاصة في الدول غير الإسلامية، فيجتهد هؤلاء طيلة أيام السنة “ليقتنصوا” أياما يرتوون فيها من روحانية الشهر الكريم في ديارهم، ولو في العشر الأواخر من شهر رمضان. بحلول شهر الصيام، تشهد العديد من المناطق عبر الوطن توافدا جماعيا من قبل أبنائها المهاجرين في أوروبا وغيرها من أصقاع العالم، وهو الحال في ولاية تيزي وزو، حيث تشهد مختلف قرى المنطقة عودة قوية أياما قبل حلول شهر رمضان لأبنائها المغتربين بأوروبا، وحتى أولئك الذين يقيمون في الدول العربية والإسلامية. ويؤكد هؤلاء أن الإمكانات المتوفرة في الدول المتحضرة التي قدموا منها، لا يمكنها أن تعوض الأجواء البسيطة والأطباق التقليدية في قرى منطقة القبائل.عمي مولود البالغ من العمر 68 سنة والقاطن بقرية توريرت ببلدية بوزڤان، أحد هؤلاء المغتربين الذين حلوا بالمنطقة مؤخرا لقضاء شهر رمضان وسط أهله وأبناء قريته. يقول عمي مولود إنه رغم قضائه أكثر من نصف عمره مغتربا في فرنسا، إلا أنه لم يتعود على صيام رمضان هناك، فقضاء شهر رمضان بفرنسا جد صعب بعيدا عن الأهل.وأضاف أنه عاش هذه الوضعية المريرة لمدة حوالي ثلاث سنوات، اعترف بأنها كانت قاسية، ما دفعه لتخصيص عطلته السنوية لقضاء شهر رمضان في المنطقة، بالنظر للجو العام الذي تشهده قرية توريرت كباقي قرى منطقة القبائل، خاصة خلال السهرة بعد العودة من صلاة التراويح.ويقاسمه الرأي الدا المولود المنحدر من قرية أث إسعاد ببلدية إفيعا، الذي يسعى هو الآخر لتفادي البقاء بفرنسا خلال شهر رمضان، أو على الأقل الـ10 أيام الأخيرة منه التي يقضيها بالقرية التي تعيش جوا خاصا خلال هذا الشهر الفضيل، تميزه كثرة الزيارات للأهالي وتلاوة القرآن الكريم وغيرها من الأنشطة الروحية الممارسة خلال هذا الشهر، سواء على مستوى المساجد أو بالأماكن المخصصة لتجمع ولقاء الكبار “ثاجميعث”.ولم يختلف الأمر مع الشاب الثلاثيني “م. مزيان” من قرية أث إسعد ببلدية إفيغا، فصوم شهر رمضان بفرنسا صعبا جدا بالنسبة إليه، لاسيما عندما يكون المسلم مجبرا على ممارسة شعائره الدينية والعمل دون هوادة طيلة يوم كامل، الأمر الذي يدفعه للعودة إلى أرض الوطن لقضاء الـ10 أيام الأخيرة منه في جو العبادة وتناول شربة الأم وسط أفراد العائلة.  ولا ينكر مغتربو منطقة القبائل أجواء الأخوة التي تطبع هذا الشهر الفضيل في أوساط الجالية المسلمة في الدول الأجنبية، التي تجسدها روح التآزر بين العائلات التي نقلت بعض عادات الشهر الكريم في مسقط رأسها إلى ديار الغربة، مثل تبادل الزيارات ودعوة الآخرين لتناول وجبة الإفطار معا، لكن يبقى لرمضان بمنطقة القبائل طعما خاصا مع سماع أذان الإفطار والتوجه للمسجد لأداء صلاة التراويح ثم الالتقاء بالأصدقاء وأفراد العائلة لتناول الشاي والحلويات وغيرها من المظاهر التي تجعل المغترب يعود في كل مرة، خلال الفترة نفسها، لقضاء شهر رمضان بالقرية. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات