أغلب مرضى السكري يهملون صحتهم في رمضان

+ -

يعد شهر رمضان من أصعب الشهور لدى مرضى السكري، فهم يواجهون كل سنة إشكالية الصيام أو الإفطار، رغم أن الرخصة الإلهية تعفيهم من الركن الرابع في الإسلام، بينما يبقى الطبيب المخول بمنح رخصة الصيام للمريض من عدمه.يأخذ أغلبية المصابين بالسكري أو ما يعرف بالمرض الصامت، تحذيرات طبيبهم المعالج من العواقب الخطيرة للصيام على حياتهم محمل الجد، فيجازفون بالصيام متجاهلين أكثر المضاعفات التي تتربص بهم وهي انخفاض مستوى السكري في الدم، ارتفاعه والجفاف.وحول هذه النقطة، أوضح رئيس جمعية مرضى السكري بالجزائر العاصمة، فيصل أوحدة، في تصريح لـ ”الخبر” أمس، على هامش الأبواب المفتوحة لداء السكري والضغط الدموي المنظمة بساحة أحمد بودة بحي بلوزداد بالعاصمة، أن نسبة كبيرة من المصابين بما يعرف بالمرض الصامت، يهملون صحتهم خلال هذا الشهر الكريم، فهم لا يزورون الطبيب بصفة منتظمة ويتهاونون في أخذ أدويتهم، داعيا أصحاب السكري من الصنف الثاني إلى استشارة طبيبهم المعالج ثلاثة أشهر على الأقل قبل شهر رمضان ليساعدهم على التكيف مع الصيام ”على كل مريض التقيّد بنصائح الطبيب، أما المرضى الذين يعتمدون على الأنسولين في العلاج، فيمنع عليهم الصيام الذي يشكل خطرا على حياتهم”. «ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخّروا السحور” ينطبق هذا الحديث الشريف على مرضى السكري، فمن أهم النصائح التي قدمها أوحدة، التعجيل بالإفطار وتأخير السحور مع الإكثار من الفواكه والخضر وتجنب السكريات خاصة في وجبة السحور التي يفضل فيها تناول الخس دون صلصة الخل، يتبعها طبق صغير من الكسكسي مع حليب منزوع الدسم أو قهوة بالحليب مع حوالي 60 غراما من الخبز فقط، كما ينصح مريض السكري بالمواظبة على قياس نسبة السكر في الدم لتجنّب انخفاضه أو ارتفاعه، خاصة في الرابعة مساء، وهو الوقت الذي يمكن أن تحدث فيه مضاعفات للمريض بعد يوم صيام شاق وطويل، وعلى المريض الإفطار إذا لاحظ انخفاضا مثلا في مستوى السكري حتى ولو ثوان قبل أذن المغرب.شرب الماء بكميات كبيرة، بالغ الأهمية أيضا للمريض الصائم بعد الإفطار، خاصة أن شهر رمضان تزامن مع موسم الحر، لأن مرضى السكري معرضون أكثر من غيرهم للجفاف، مع تجنّب أطباق ذات سعرات حرارية عالية، والإكثار من الفواكه والخضر، بينما تعد صلاة التراويح أفضل نشاط بدني لمريض السكري في رمضان.وبلغة الأرقام، كشف محدثنا تسجيل 340 حالة جديدة لمرضى السكري منذ العام الجاري، علما أن عدد المرضى بلغ 4 ملايين على المستوى الوطني، 20 بالمائة منهم مصابين بالسكر من الصنف الأول، أي الذين يعتمدون على الأنسولين و80 بالمائة من النوع الثاني. ورغم أن أغلبية المصابين بالسكري يلتزمون بفريضة الصيام رغم المرض، هناك فئة أخرى تأخذ بنصائح الطبيب بضرورة الإفطار، ورغم ذلك يختل نظامها الغذائي، وهو ما لمسناه من خلال احتكاكنا بمصابين خلال الأبواب المفتوحة حول السكري أغلبهم طاعنين في السن، على غرار الشيخ كفيف مخلوف، البالغ من العمر 86 سنة، والمصاب بالسكري منذ سبع سنوات، حيث قال إنه لن يصوم رمضان هذه المرة دون استشارة الطبيب المعالج. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات