غوركوف يرسم محور دفاعه ويعترف بنقص هجومه

+ -

لم يجد المنتخب الوطني صعوبة في اجتياز عقبة منتخب السيشل، سهرة أول أمس، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، في أول ظهور له في تصفيات “كان 2017” المقررة في الغابون، فقد سارت المباراة في اتجاه واحد وحسمها رفقاء الهداف سليماني برباعية نظيفة. هذا السيناريو كان متوقّعا نظرا لمحدودية مستوى المنافس، الذي اكتفى بالدفاع ولم يختبر الحارس دوخة طيلة التسعين دقيقة.بدا المدرب الوطني الفرنسي كريستيان غوركوف راضيا عن المردود الذي قدمه اللاعبون، كما تحدث عن عدة ملاحظات استخلصها من تلك المباراة، كشف عنها في الندوة الصحفية التي نشطها عقب نهاية المباراة عندما قال “اللاعبون أخذوا المباراة بكل جدية واحترموا المنافس، وقد طبقوا التعليمات.. لقد عاينت منتخب السيشل وقلت من قبل إنهم سيعتمدون على الكتلة الدفاعية، فعملنا خلال التربص على إيجاد الحلول في الهجوم وكيفية إيجاد الثغرات، وهو ما وصلنا إليه في المباراة من خلال تطبيق الخطة التي رسمتها”، يقول غوركوف.وبشهادة الجميع، كان بإمكان رفقاء القائد كارل مجاني إنهاء المباراة بنتيجة أثقل نظرا للفرص العديدة التي أتيحت لهم أمام منافس كان شبه غائب في أغلب فترات المباراة، ولم يتمكن من بناء اللعب أو تقديم نسج كروي خطير، وهي النقطة التي تحدث عنها المدرب الوطني الذي تأسف لتضييع أشباله فوزا عريضا، مشيرا إلى غياب النجاعة أمام المرمى، قائلا “أتأسف لتضييعنا عدة فرص سانحة للتهديف، خاصة في 20 دقيقة الأولى من المباراة.. كنّا قادرين على تسجيل هدفين على الأقل”.ولمح غوركوف إلى أنه كان يريد نتيجة أثقل من أربعة أهداف أمام منافس متواضع جدا، لأنه يدرك أن المهمة قد تكون أصعب أمام منتخب إثيوبيا الذي يعتبره منافسه الأقوى على تأشيرة “الكان”، ولهذا يريد غوركوف تدارك جميع النقائص قبل مواجهة منتخب “الحبشة” شهر مارس 2016.واعتبر التقني الفرنسي أن الاعتماد على الثنائي سليماني وسوداني كان خيارا ناجحا، لاسيما وأن المنافس اعتمد على الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين، على حد قوله، نافيا في الوقت نفسه وجود خلاف مع مهاجم نادي دينامو زغرب الكرواتي، العربي هلال سوداني.وسمحت الغيابات العديدة التي عرفتها تشكيلة “الخضر”، بتجريب المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي بعض الخيارات في التعداد الأساسي، فقد اعتمد على المحور الدفاعي المتكون من عيسى ماندي وكارل مجاني.وترك المدرب غوركوف الانطباع في تصريحاته عقب نهاية اللقاء، بأنه سيعتمد على هذا الثنائي مستقبلا لما راح يثني على مجاني وماندي “أنا معجب بالثنائي مجاني وماندي في محور الدفاع، فمجاني ظهر أكثر التزاما للتعليمات وعرف كيف يعود بقوة، كما أظهر لياقة بدنية عالية. أما ماندي، فتحدثت عنه سابقا وقلت إن لديه مستقبلا في محور الدفاع”.أصحاب الاختصاص، من جهتهم، يرون أن الدفاع الجزائري كان في راحة تامة في مواجهة السيشل، وهو ما يجعل الحكم على مردود الدفاع أمرا سابقا لأوانه، خاصة وأن المنافس ليس بحجم غانا وكوت ديفوار اللذان هزما “الخضر” في دورة “كان” بغينيا الاستوائية.ونال مدافع نادي ليون الفرنسي، مهدي زفان، الثناء من المدرب الفرنسي غوركوف بفضل المردود الذي قدمه في الرواق الأيمن، ومساعد الخط الأمامي بنزعته الهجومية، وقال عنه “زفان مدافع ممتاز، يمتلك إمكانيات دفاعية وهجومية ويجب أن يبحث عن فريق يتيح له فرصة اللعب بانتظام”.رياض يبهر ويفتح صفحة جديدة مع “الخضر”ولم يضيّع صانع ألعاب نادي باستيا، رياض بودبوز، الفرصة التي أتيحت له عندما أشركه غوركوف أساسيا أمام منتخب السيشل، فكان في الموعد بعد غياب عن “الخضر” لأكثر من سنتين، فصال وجال وعبث بلاعبي السيشل، ما جعله يلقى ثناء الجمهور ويحظى بالإشادة من المدرب غوركوف الذي قال عنه “بودبوز كان في المستوى واندمج بسرعة مع المجموعة.. إنه لاعب ممتاز”.ومن دون شك، فإن تألق بودبوز سيعطي حلولا إضافية لخط وسط الميدان الهجومي للمنتخب، وسيشعل التنافس على المناصب الأساسية، وقد اعترف المدرب غوركوف بأن “بودبوز كان دائما في مخططاتي، لقد فكرت في استدعائه لـ”كان 2015”، لكنه كان يعاني مشاكل مع ناديه”.وباستثناء الحارس عز الدين دوخة، ووسط ميدان مولودية العلمة إبراهيم شنيحي، الذي دخل في ربع ساعة الأخير من زمن المباراة، لم يمنح غوركوف الفرصة للاعبين المحليين، مثلما كان متوقّعا، على اعتبار أن المنافس ضعيف ولم يقدر على تقديم خمس تمريرات متتالية في اللقاء.الوافد الجديد بن عيادة اكتفى بالجلوس في كرسي الاحتياط رفقة حشود وخالد ڤورمي، مفضلا إشراك بلفوضيل ومهدي عبيد وشنيحي الذي لم يتحصل على الوقت الكاف لإظهار كامل إمكانياته، رغم أنّ الجميع توقّع دخوله أساسيا من أجل تأكيد المستوى الذي أظهره في دورة قطر شهر مارس الماضي.خيار عدم الاعتماد على المحليين يؤكد مرة أخرى أن المدرب الفرنسي غوركوف لم يصل إلى درجة وضع كامل ثقته في اللاّعب المحلي الذي يبقى دائما، حسبه، الخيار الثاني بعد اللاعب الناشط خارج الوطن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات