+ -

كتب لي القارئ خمري محمد يقول: “عندما يغش التلميذ في امتحان البكالوريا، يعاقب بـ5 سنوات! وعندما يغش الرئيس في الانتخابات الرئاسية، يكافأ بحكم مطلق مدته 5 سنوات!”.وكتب لي القارئ سليم معطى الله يقول لي: “ارحل.. فهذا زمان غير زمانك، وإلا حوّل نقطة نظامك إلى نقطة طعامك.. كول معاهم واسكت؟!”.مستوى فهم أمثال القارئ خمري ومعطى الله لمحتوى ما أكتبه هو الذي يجعلني أتأسى بما أكتب.. ولكن حتى الأكل لم يعد متاحا لي بسبب القرحة المعدية اللعينة!البلد الذي فيه زعماء أحزاب السلطة “يجبدو” شعر بعضهم بعضا كما تفعل “ضراير” أمراء الخليج لجلب الأمير إلى مخدعهن! سعداني وأويحيى يتشاجران على من يعلن التأييد والمساندة أكثر للرئيس المقعد سياسيا هذه المرة، وليس مرضيا فقط.عندما نسمع زعماء المعارضة يتحدثون، ونسمع زعماء أحزاب الحكم يتحدثون.. نعرف لماذا البلاد في أزمة؟ !لو كان الرئيس بوتفليقة على “ديدانو” كما كان قبل 16 سنة، لطرد كل قيادات أحزاب الحكم وعوّضها بقيادات أحزاب المعارضة.. كما فعل المرحوم الحسن الثاني في المغرب قبل 10 سنوات من الآن.رداءة النظام السياسي الآن أسوأ مما كان عليه في عهد الحزب الواحد.. في عهد الحزب الواحد كان النظام منفتحا على خبرة من في البلد من إطارات. أما الآن، فإنه يجمع حوله كل تجّار العفونة كما تعلق ديدان العفونة بالفضلات.. أكرمكم الله!هوشة في بيت الرئيس البيولوجية حول حكاية وراثة حكمه، وهوشة أخرى بين عائلته السياسية حول من يرث فساد حكمه لحمايته من السقوط !ولهذا يحاول بعضهم أن يفتش في “لاكاص” عن قطع الغيار من خردة النظام لإصلاح العطب الحاصل في النظام.. كما يفعل النظام بأويحيى هذه الأيام !النظام الذي لم يتفق زعماء أحزابه حتى على طريقة التأييد والمساندة للرئيس، فكيف لهم أن يتفقوا على إعداد برنامج لإخراج البلاد من الأزمة التي تعانيها؟!ومن المفارقات العجيبة أن كل أقطاب النظام تجنّدوا لإقناع أنفسهم وإقناع الشعب بأن الرئيس هو الذي يحكم، وليسوا هم الذين يحكمون باسم الرئيس! هم يشكرون الرئيس على تأييده لهم، ثم يشكلون تحالفا لتأييد الرئيس! ويطلبون من الأجانب زيارة الجزائر وتسجيل إشهاد لهم بأن الرئيس هو الذي يحكم! ويطمعون في إقناع الشعب بشهادة الأجانب! وفي الوقت نفسه يتهمون المعارضة التي ترفض هذه الصورة الكاريكاتورية لممارسة السياسة، بأنها معارضة عميلة للخارج وتتعاون مع الخارج لزعزعة استقرار البلد !إنني فعلا أستحق الرحيل من على هذا الكرسي المتهالك في صحيفة “الخبر”، والمتحرك ككرسي الرئاسة.. لأنني فعلا أصبحت أحس بأنني أمارس حكاية “مكانك سر”، كما هو حال المؤسسات الدستورية في البلاد.. والأخ معطى الله على حق.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات