شرح غير المفهوم في كلام أويحيى المحمومǃ

+ -

 هذا هو العنوان الذي يمكن أن نطلقه على محتوى الندوة الصحفية التي عقدها أويحيى عقب عودته للأرندي، وإن كنا نجزم معه أنه لم يغادره أصلاǃكنا ننتظر من أويحيى أن يشرح لنا أسباب مغادرته الأرندي وأسباب عودته إليه، وهل فعلا (المناضلون) في الأرندي هم الذين عزلوه أول مرة وثاني مرة، وهم الذين أعادوه في الحالتين، كما تعاد الحسناء الغاضبة من بيت والدها في الرئاسة إلى بيت الزوجية؟ǃوهل فعلا أنه غادر الأرندي والحكومة، لأن نورية حفصي غضبت عليه.. وأنه عاد للرئاسة أولا لأن حفصي سحبت غضبها، ثم عاد للأرندي لأنها رضيت عنهǃ كنا نود معرفة ذلك كله من رجل يقال إن عودته بداية لآفاق جديدة واعدة بالآمال الكاذبة كالسراب في بلاد مظاهرات الغاز الصخري؟ǃ لكن:أولا: هل حقا المناضلون في الأرندي هم من طرد أويحيى من الأرندي وهم من أعاده؟ǃ وهل فعلا أن الأرندي كبر وأصبح بإمكانه طرد رئيسه متى شاء وإعادته متى شاء؟ǃ ثم ما معنى هذا الحزب الذي تعول عليه السلطة ويتصرف بهذه الطريقة يتقيأ زعماءه ثم يعيد أكلهم دون أن يحس ببطلان سياسته؟ǃقول أويحيى: إن المناضلين في الأرندي هم من أعادوه له معنى واحدا، هو أنه يقول لخصومه إنه لم يعد للأرندي بإرادة الرئيس بوتفليقة، ولم يغادره أيضا بإرادته، وهذه حكاية “بيبيطية” لا تصدقها حتى نورية حفصيǃثانيا: إعلان أويحيى أنه يطلق مبادرة إعادة تحالف رئاسي بين الأرندي وتاج والأفالان وحزب بن يونس.. وهرولة هؤلاء إلى التأييد والمساندة، يدل على أن القائل ليس هو الفاعل.. رغم أنه ظهر بهذه المبادرة وكأنه أقوى “الڤناين” السياسية التي ربّاها بوتفليقة في مزارع أحزاب التأييد والمساندة والشيتةǃرابعا: سجل الملاحظون بإعجاب - طبعا - شجاعة نادرة كالعادة لأويحيى حين فصل في قضية التوريث وتكلّم باسم الرئيس سياسيا ونصّب أويحيى نفسه المقرر في توزيع تركة الرئيس فقال: إن الشعب الجزائري لا يقبل التوريث، وتحدث باسمه وهو حي يرزق وكأنه كبير أبنائهǃ لماذا لم يقل الرئيس وأخواته هذا الكلام، وقاله أويحيى؟ǃ عندكم الجواب؟ǃخامسا: أويحيى تكلّم بلهجة الواثق مما يقول أن عهد الرئيس الذي يؤتى به كالطرطور قد انتهى، وجاء عهد الرئيس الذي يعينه السيكتورǃ والتفسير الوحيد الذي يمكن أن يعطى لكلام أويحيى هو إما أنه كبر وأصبح أكبر من الرئيس، أو أنه هو الآخر قد زج به في مؤامرة كتلك التي تعرّض لها بلخادم؟ǃسادسا: كلام أويحيى يوحي بأن أمر خلافة بوتفليقة قد حسم، وأن الأمر يتعلق فقط بترتيبات شكلية تتحوّل فيها أحزاب الموالاة إلى منظمات جماهيرية لحزب الأرندي، ويكون أويحيى هو من يقرر رئيس قائمة مرشح النظام، سواء أكان هو رأس هذه القائمة أو كان “برانشي مع السيكتور”؟ǃ ولكن أويحيى يحدد لنا 2019 موعدا تضليليا لإحداث خلافة بوتفليقة.. والمنطق يقول: “إن الرئيس بوتفليقة لو كان في نيته البقاء حتى 2019، ما سارع إلى ترتيب الأمور الآن بهذه الصورة الاستعجالية. ومع ذلك، يجب أن نأخذ كلام أويحيى على محمل الجد وأن النظام يمكن أن يحكمنا بالوكالة 4 سنوات أخرى، قد تأتي على ما بقي من أخضر في البلاد[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات