+ -

 لا شكّ في أنّ هذا الوجه من أبرز وجوه إعجاز القرآن، فإنّ علوم العقائد الإلهية والآداب والتّشريع الدّيني والمدني هي أعلى العلوم، وقلّما ينبغ فيها من الّذين ينقطعون لدراستها السّنين الطوال إلاّ الأفراد القليلون، فكيف يستطيع رجل أمّي لم يقرأ ولم يكتب ولا نشأ في بلدة علم وتشريع أن يأتي بمثل ما في القرآن منها تحقيقًا وكمالا، كما قال الأستاذ عفيف عبد الفتاح طبارة في كتابه “روح الدّين الاسلامي”، يؤيّده بالحجج والبراهين بعد أن قضى ثلثي عمره لا يعرف شيئًا منها ولم ينطق بقاعدة ولا أصل من أصولها، لأنّه لم يوح إليه بالقرآن إلاّ بعد أن بلغ الأربعين من عمره.ولهذه الحكمة الإلهية يأمُر اللّه رسوله الكريم سيّدنا محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بمخاطبة العرب المتشكّكين برسالته: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللّه مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بهِ فَقَدَ لَبِثتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} يونس:16.والوجه الأخير الّذي سنذكره من وجوه إعجاز القرآن اشتماله على كثير من المعجزات العلمية الّتي لم تكن في عصر نزوله، ثمّ عرفت بعد ذلك بما انكشف للباحثين والمحقّقين في طبيعة الكون.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات