برشلونة الملك بروح النصر والإصرار

+ -

 لا تزال الأفراح والمسيرات والاحتفالات مستمرة في أروقة النادي الكاتالوني، ولا تزال النشوة والفرحة تغمر لاعبيه ومدربيه وإدارييه ومسؤولي النادي بتحقيق الثلاثية، بعد فوزهم بلقب بطولة إسبانيا وكأس إسبانيا وأخيراً رابطة أبطال أوروبا، ليعيد للأذهان عهد الفريق الذهبي عندما فاز بالثلاثية مع المدرب بيب غوارديولا عام 2009، وهو رقم قياسي جديد.ومن مفارقات الثلاثية الثانية لـ«البرصا” أنها تحققت على يد مدرب من أبناء النادي، أي لعب في صفوف الفريق الأول، وبدأ مشواره التدريبي في الفريق الثاني، وهو تقريباً مسار المدرب السابق بيب غوارديولا نفسه، رغم كون المدرب الحالي خاض تجربة في روما الإيطالي وسيلتا فيغو الإسباني قبل العودة للبيت البرشلوني.وبالتأكيد، كان لهذا الإنجاز المتوقع صداه ونتائجه على أرض الواقع، من خلال الإعلان عن تمديد عقد المدرب لويس أنريكي حتى عام 2017 بدلا من 2016، ثم نجاح الفريق الكتالوني في أولى تعاقداته الجديدة بضم لاعب اشبيلية اليكس فيدال للفريق لمدة خمسة مواسم ليكون اللاعب مع برشلونة حتي 2022، ومن ثم التجديد للثنائي بيدرو رودريغيز وغوردي ألبا حتى عام 2020، مع تحديد إدارة النادي الشرط الجزائي للاعبين بقيمة 150 مليون أورو، إضافة إلى التجديد مع نجم دفاعه البرازيلي داني ألفيس حيث وقع مع النادي لمدة عامين بالإضافة إلى عام إضافي، وذلك بعد أن صوت 90 بالمائة من مشجعي النادي على ضرورة بذل جهد أكبر من أجل التمديد مع البرازيلي المخضرم داني ألفيش في استبيان أجرته إحدى الصحف الإسبانية، بينما صوت 10 بالمائة على أن البديل فيدال يغني عنه بالفعل. كل تلك التحركات كانت نتاج الثلاثية التاريخية لـ”البرصا” الذي أسرع الخطى في ترتيب أوراقه مبكراً، حيث يعتبر واحداً من أكثر الفرق الأوروبية إعدادا للتعاقدات، وهو جهد يحسب لرئيسه بارتوميو أحد أسعد رؤساء الأندية في العالم حاليا.إن الإنجاز الكبير الذي حققه النادي جاء بعد عواصف عاتية كادت أن تبعثر أوراق الفريق والنادي الكتالوني، لكن اللاعبين والإدارة تمكنوا من الإبحار بالفريق لبر الأمان، بل وتحقيق أكثر مما كان يتوقع أكثر المتفائلين.. إنها روح النصر والإصرار، التي تسلح بها كل لاعب وكل عضو بالجهازين الفني والإداري للخروج من العواصف التي توالت بضرب الفريق من كل حدب وصوب، فتارة تذبذب المستوى، وتارة قضايا وأمام المحاكم، وتارة خسائر تأتي من حيث لا يتوقع الفريق، وتارة حديث عن ضرورة استبدال المدرب قبل غرق الفريق، ليكتب الفريق أجمل نهاية، لأفضل موسم على الفريق تفتح له الأبواب على تحقيق حلم السداسية المقبلة التي يتطلع لها “البارصا”.وبلغة الأرقام والنتائج، لعب الفريق 70 مباراة في الموسم فاز في 60 مباراة منها، وهو رقم توج الفريق بثلاثية تاريخية، كما دخل عشرة لاعبين من “البارصا” في التشكيلة المثالية لرابطة أبطال أوروبا هذا الموسم 2014/2015، التي أعلنها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضمن قائمة من 17 لاعباً، وهم الحارس تيرشتيغن، ولخط الدفاع جوردي البا، جيرارد بيكيه، وخافيير ماسكيرانو، وللوسط انيستا، راكاديتش، وسيرجيو بوسكيتش، ولخط الهجوم ميسي نيماو وسواريز، ولعل هذا بسبب نجاح الفريق الذي قدم أحد أفضل مواسمه على صعيد حصد البطولات والألقاب، ولعل أهمها رابطة الأبطال. وأعطى الفريق الكتالوني درساً مجانياً لكل الفرق والأندية في العالم كيف تولد البطولات والانتصارات من رحم المعاناة، فهل من مستفيد؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات