38serv
في الوقت الذي تحتاج فيه الجزائر إلى تكثيف إنتاجها من البترول والغاز للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها، بعد أن تراجع مستوى الإنتاج إلى المليون و120 ألف برميل يوميا، لازال مستوى إنتاج أكبر الحقول النفطية والغازيةبكل من حاسي مسعود وحاسي الرمل، والتي تعوّل عليها الحكومة لإنقاذ الخزينة من الإفلاس، يخذل تطلعات هذه الأخيرة، بعد أن دخلت هذه الحقول مرحلة إنعاش نتيجة استغلالهم لأكثر من 50 سنة. ولم تجد سوناطراك من حل لإعادة رفع قدرات إنتاج حقولها النفطية والغازية سوى اللجوء إلى مشاريع “البوستينغ” التي لن تمكنهم سوىمن الاحتفاظ بالمستويات الحالية لسنوات أخرى، في انتظار تثمين اكتشافات نفط أخرى. قال مصدر مسؤول من قطاع الطاقة في تصريح لـ”الخبر”، إن مشروع “البوستينغ” والثالث من نوعه في أكبر الحقول الغازية في الجزائر بحاسي الرمل، سيسمح بالإبقاء على مستوى الإنتاج في هذا الموقع عند مستوى يتراوح بين 75 إلى 76 مليار متر مكعب سنويا، منها 40 مليار متر مكعب موجّهة للتصدير، في الوقت الذي كان إنتاج حاسي الرمل قبل عشر سنوات يتجاوز ما حجمه 100 مليار متر مكعب يوميا.أما بالنسبة لحقول البترول في أكبر حقل بحاسي مسعود، فتراجع إنتاجها هي الأخرى، حسب نفس المصدر، من أكثر من 400 برميل يوميا إلى حوالي 350 ألف برميل، رغم مشاريع البوستينغ التي خضعت لها حقول حاسي مسعود خلال السنوات الأخيرة.نفس مشروع “البوستينغ” اعتمدته سوناطراك للرفع من القدرة الإنتاجية لحقول الغاز بتيڤنتورين، وذلك إلى 26 مليون متر مكعب يوميا، حيث من المنتظر الانتهاء من البوستينغ في عين صالح قبل نهاية السنة، مما يتزامن وإصلاح القطار الثالث لمصنع تيڤنتورين. ورغم التكاليف الباهظة لمشاريع “البوستينغ”، فإن سوناطراك لم تجد بديلا عنها لمواجهة أزمة انهيار أسعار البترول وتراجع الإنتاج، باعتبارها الحل الأسرع في الرفع من الطاقات الإنتاجية أو الحفاظ على مستوياتها الحالية، حيث تصل معدلات الاسترجاع بالنسبة لحقول الغاز ما يمثل 80 بالمائة من الطاقات الإنتاجية، في حين تتراوح بالنسبة لحقول البترول بين 27 إلى 30 بالمائة.من جهته، أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك، عبد المجيد عطار، أن مشاريع “البوستينغ” لا تشكل خطرا على الحقول النفطية بقدر الانعكاسات السلبية التي تنجرّ عن عدم تكييف المنشآت السطحية المستعملة في استخراج البترول وشدة الضغط الخاصة بكل حقل نفطي، مما يجعل بعضها ينتج أكثر من طاقته القصوى، مثل ما حدث لحقول حاسي مسعود خلال السنوات الأخيرة، ويتسبب في استخراج نفط مختلط بالماء. بالمقابل، دعا عبد المجيد عطار إلى ضرورة تكييف عمل المنشآت المستعملة في استخراج النفط وشدة الضخ الخاصة بكل موقع بالاستثمار في هذا المجال، مستبعدا أن يتم مستقبلا استكشاف حقول نفطية هامة مثل حاسي مسعود وحاسي الرمل التي يعود اكتشافها إلى الخمسينيات والتي استغل جزء معتبر من مخزونها خلال السنوات الثلاثين الماضية بالخصوص.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات