القيادة المصرية أقصتنا لتحفّظها على شخصيات إخوانية

أوضح المعارض السوري، هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف الوطني السوري المعارض، أن القيادة المصرية لم توجّه لهم الدعوة للمشاركة في المؤتمر الموسع للمعارضة السورية الذي تحتضنه القاهرة، وأرجع ذلك إلى رفض القاهرة لبعض الأسماء المنتمية إلى جماعة الإخوان المسلمين، دخول الأراضي المصرية لاعتبارات تمس بالأمن القومي المصري، وتحفّظها على شخص رئيس الائتلاف خالد خوجة، وانتقد المالح تعامل مصر مع الائتلاف.كيف تنظرون إلى مؤتمر المعارضة السورية الذي تحتضنه القاهرة؟ المؤتمر ليس للمعارضة، لأننا في الحقيقة لا نعتبر أنفسنا معارضة. يطلق مصطلح المعارضة عندما تكون دولة مستقرة، ولديها مؤسساتها من حكومة وبرلمان، لكن سوريا دولة مدمرة، ونحن ثوار، وهناك نوعان من الثوار، ثوار الميدان وهم الذين يحملون السلاح في مواجهة ميليشيات الأسد، وثوار الجانب السياسي، وأنا واحد منهم، نحمل الثورة ونأمل في إيصالها للمحافل الدولية.وبالعودة إلى مؤتمر القاهرة، أريد أن أوضح بأن الائتلاف الوطني لم تتم دعوته للمشاركة فيه، وقد استغربت من الأسماء التي تم دعوتها، لأنه ليس لها أثر على الأرض، كما أن قسما كبيرا من الشخصيات المشاركة بالمؤتمر مقيمة خارج سوريا، وأغلبهم مقيم في أوروبا وبمناطق متفرقة من العالم، ويحملون جنسية أجنبية إلى جانب السورية. وإذا سلّمنا جدلا بأن مؤتمر القاهرة للمعارضة، أين هو الائتلاف الذي ترأس اللجنة القانونية فيه؟ وفي 3 جوان 2013 صدر قرار بتعليق عضوية الأسد واعتبار الائتلاف الوطني الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وهل يعقل ألا يتم دعوة الممثل الشرعي للشعب السوري ومشاركته في المؤتمر؟ وفي مؤتمر الدوحة تقرر أيضا تسليم مقعد سوريا الشاغر للائتلاف، وتم ترشيح شخصي لشغل المقعد، غير أنه لم يتم التسليم إلى الآن، وذلك بسبب أن بعض الدول العربية هددت بالانسحاب من الجامعة في حال تسليم مقعد سوريا للائتلاف.قلت إن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية غير مشارك ولم تتم دعوته، في حين أن ممثلكم في القاهرة يقول عكس ذلك، هل من توضيح؟ مدير مكتب الائتلاف بالقاهرة شارك بالمؤتمر منفردا دون استشارة الائتلاف أو بتكليف منه، والائتلاف جسم سياسي يضم مكونات متعددة للشعب السوري. وعدم التشاور معه في مؤتمرات وتجمعات مماثلة، يؤدي إلى تشتيت المعارضة، ولا يصح العمل بهذا الشكل. كما أن القيادة المصرية لديها تحفّظات على شخصيات منضوية تحت مظلة الائتلاف، على غرار خالد خوجة رئيس الائتلاف، وأسماء أخرى تقول إنها تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وذلك لاعتبارات أمنية، إذ ترى القيادة المصرية بأن حضور أي شخصية تنتمي إلى الإخوان تمس بالأمن القومي للبلاد، ونحن لا نستطيع القول لفصيل معين لا يمكنك الانضمام إلى الائتلاف، ومبدأنا “لا إقصاء لأحد”. وعليه، سيضطر الائتلاف إلى عقد اجتماعاته في مقرات أخرى أوروبية كباريس أو بروكسل، لأن الحكومة المصرية وللأسف لا تتعامل معنا على أساس أننا الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري، وهناك أمور بحاجة إلى حلها مع القيادة المصرية، وقد أثرنا هذه المواضيع مع الأمين العام للجامعة العربية.أفهم من كلامك أن الإقصاء له علاقة بوجود أسماء من الإخوان بينكم؟ الخارجية المصرية لم توجّه لنا الدعوة، لديها توجهات خاصة وأنا أعذرها. لكن أؤكد أن أي مؤتمر دون الائتلاف كقوة أساسية، يعتبر غير ذي أهمية. كما أنني أؤكد أن جميع الشعب السوري له الحق في المشاركة في الحياة العامة، والكل سواسية، سواء أكانوا يساريين شيوعيين أو إخوانا مسلمين. أما الخارجون عن القانون، فسيحاسبون عن خرقهم للقانون، وأنا استغرب كيف يتم تصنيف جماعة ما إرهابية دون وجود أدلة كافية تثبت إدانتها وتورطها في أعمال إرهابية، لأنه من الخطأ وصف جماعة بأنها جهة إرهابية دون التأكد من حقيقة ذلك، وهنا أنا لا أتدخل في الشأن الداخلي المصري.وهل ستعتمدون مخرجات ما سيصل إليه مؤتمر القاهرة؟  لم لا يمكن الاستفادة منها في الائتلاف، في الوقت نفسه أريد أن أوضح بأننا لسنا معترضين على إقامة مؤتمر القاهرة، ولكن نرى أنه لا يجوز أن ينعقد مؤتمر للمعارضة السورية في غياب الائتلاف، باعتباره الممثل الشرعي الوحيد المعترف به لدى الجامعة العربية والأمم المتحدة، وعدم التوجيه الدعوة له خطأ كبير وفادح من الإدارة المصرية التي دعت أناسا ليس لهم أثر على الأرض للحضور، وعدد كبير منهم غير مشارك في العمل السياسي، وليسوا من داخل البلد، وهم متواجدون في أنحاء العالم ويحملون جنسيات أخرى ومستقرون في دول أجنبية منذ 30 إلى 40 سنة، وليس لهم جذور على الأرض السورية وليست لديهم خبرة سياسية. أما نحن الملتصقون بالثورة، لم يلتفتوا إلينا، وفي النهاية أتوقّع أن يخرج مؤتمر القاهرة بقرارات وتوصيات لن يكون لها أثر على الأرض، لأنهم لا يمثلون هيئة معترفا بها دوليا.