أتعجب من الذين يشنون حملة على الفريق ڤايد صالح بسبب الرسالة التي بعث بها إلى سعداني.. فالانحياز العسكري الذي يتحدث عنه هؤلاء هو أمر حاصل منذ 1962.. فلماذا نستغربه اليوم؟ǃلو كان خصوم ڤايد صالح أذكياء لعابوا عليه توجيه الرسالة إلى أمين عام جبهة التحرير، في حين كان من الواجب أن يوجّه رسالته إلى الرئيس بوتفليقة، رئيس الحزب، عوض توجيه الرسالة إلى كاتب الرئيس في الحزب سعدانيǃأولا: الرئيس بوتفليقة يستحق التهنئة بمناسبة انتخابه بالإجماع في المؤتمر رئيسا للحزب، وليس رئيسا شرفيا كما كان من قبل، ولأول مرة يحدث في جبهة التحرير منصب رئيس الحزب له كل صلاحيات الأمين العام وزيادة، تماما مثلما كان الحال في الأفافاس عندما كان رئيسها الدا الحسينǃثانيا: سعداني أيضا كتب رسالة شكر للرئيس بوتفليقة، رئيس الحزب الفعلي، على الثقة التي وضعها فيه لتولي الأمانة العامة للحزب.. وهذا يعني أن سعداني لم يعين الرئيس بوتفليقة رئيسا فعليا في الأفالان.. بل أن سعداني سمع باقتراح (خاوة) على المؤتمر انتخاب بوتفليقة رئيسا للحزب كامل الصلاحيات.. سمع سعداني بالأمر في القاعة عندما عرض الأمر على المؤتمرين، ولذلك لم يستطع سعداني فعل شيء غير الموافقة على الأمر الواقعǃ رغم عدم وجود مادة في القانون الأساسي تحدث منصب رئيس الحزب.ثالثا: ڤايد صالح ربما يكون ضحية لمن ضلله بالإيعاز له بأن يكتب رسالة تهنئة لسعداني، كدلالة على تأييد مسعى الرئيس في الأفالان.. والحال أن الرسالة كانت ستكون ذات معنى لو وُجهت للرئيس.. عوض سعدانيǃ والمعروف عن ڤايد صالح أنه رجل “قنّاص”.. وجبته لا تقع في الأرضǃ فكيف تحوّل بهذه الرسالة إلى “برجاص” “سيبلة” لمن يسوى وما يسوى من أشباه السياسيين والإعلاميين بهذه الرسالة الغريبة والعجيبة في المعنى والمبنى؟ǃرابعا: حال الأفالان الآن مع بوتفليقة تشبه حال الحزب الوطني المصري عشية سقوط مبارك.. فسعداني هو صفوت الشريف.. وحداد وجميعي هما أحمد عزǃ وجمال مبارك تعرفون نظيره في الجزائر، وتعرفون نظير عمرو سليمان، وتعرفون من هو الطنطاويǃ وسلال هو نظيفǃ ولذلك قام أحمد عز الجزائر بمنع نظيف الجزائر من العضوية في اللجنة المركزية، رغم إبداء سلال رغبته في ذلك.. والسبب، لأن أحمد عز الجزائر اعتقد أن سلال هو الذي منعه من “الاستوزار” في التغيير الحكومي الأخيرǃومن المفارقات العجيبة أن أحمد عز الجزائر هذا هو الذي كان مع بلخادم في المؤتمر التاسع وكان سببا في سقوطهǃ وهو الآن مع سعداني يقوم بالدور نفسهǃ والأغرب من هذا كله، أنه هو من وضع بصماته على قائمة اللجنة المركزية بنسبة تفوق 60% وبمباركة سعداني، وعدم رضا جمال مبارك؟ǃخامسا: ڤايد صالح راسل سعداني تحت تأثير هرولة الوزراء إلى الأفالان، ولم يفعل ذلك باسم الجيش، رغم أن سعداني خرج من المؤتمر العاشر أضعف مما كان عليه قبل المؤتمر.. لأن الرئيس أخذ منه الحزب بصورة كاملة، وبقي سعداني مجرد كاتب.. وسيظهر ذلك في المكتب السياسي القادم[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات