خبر طريف ومفجع أوردته صحيفة “الخبر” أمس.. ويقول الخبر: إن بن صالح ووريثه المفترض أويحيى قد عيّن كل منهما عنصرين من عناصرهما في لجنة رباعية كلّفت بجرد ممتلكات الحزب في المقر المركزي والولايات تمهيدا لنقل السلطة في الحزب من بن صالح إلى أويحيىǃقراءة الخبر تحيلنا ذهنيا ومباشرة على أن القادم إلى أمانة الأرندي يشكك في ذمة الراحل منها ماديا.. وإلا ما كان مثل هذا الجرد لممتلكات الحزب في المقر المركزي والولايات يكون أولوية في تسليم الأمانة من الراحل إلى القادمǃالمصيبة تكون أكبر عندما نعلم أن الراحل الذي يريد تبرير ذمته المالية والمادية أمام القادم لرئاسة الأرندي، هو أن الراحل يشغل منصب الشخصية الثانية في الدولة، رئاسة مجلس الأمة. فيما يشغل القادم المفترض منصبا لا يقل أهمية، وهو منصب الشخصية الثانية في رئاسة الجمهوريةǃ زيادة على ذلك، أن الاثنين ينتميان إلى حزب واحد، وهو الحزب الذي يتمتع بالمكانة الثانية في أحزاب السلطة؟ǃويبقى السؤال المحير: هل حقيقة أن الشك في نزاهة وذمة المسؤولين في الأرندي وصل إلى حد أن قيادة الحزب أصبحت تشك في نزاهة بعضها البعض بهذه الصورة البائسة والقاتمة؟ǃ وكيف يطمئن المواطن إلى قيادات هذه مواصفاتها وهذا هو رأيها في بعضها البعض؟ شخصيا تمنيت أن يكون الخبر الذي نقلته “الخبر” غير صحيح.. لأن صحته تصيب الرأي العام بقرف وإحباط لا حدود لهماǃترى: لماذا تقوم رموز السلطة بتسويد صورتها المسودة أصلا عند الرأي العام بهذه الطريقة البائسة؟ǃهل يمكن أن نتحدث عن الفساد في سوناطراك والطريق السيار وغيرها من الفضائح، والمؤسسات السياسية التي يناط بها إنتاج المؤسسات الدستورية التي لها صلاحية مراقبة الفساد في دواليب الدولة هذا هو حالها؟ǃ“عصرت مخي” علني أصل إلى ما يمكن أن يكون موضع شك فسادي في مقر حزب من الأحزاب مثل حزب الأرندي، فلم أوفق؟ǃ هل الجرد يتعلق بكراسي الاجتماعات، أم يتعلق بحواسيب التسيير في الحزب، أم يتعلق باحتمال سوء استعمال اشتراكات المناضلين، أم يتعلق بسيارات الحزب؟ǃ ثم إذا كان تسيير أحد الأحزاب الحاكمة فيه شبه تسييرية، فكيف يكون الحال في ممارسة وزراء هذا الحزب مهامهم في الوزارات التي أسندت إليهم. وأنتم القراء.. اتعبوا أو “اقعدوا” فالمصيبة أن أعضاء اللجنة الجردية، أحدهم وزير الصناعة، والآخر موظف سامي في مجلس الأمة.. المؤسسة الثانية بعد رئاسة الجمهورية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات