38serv

+ -

قلل رئيس حركة النهضة في تونس، الشيخ راشد الغنوشي، من وجود أي تأثير للاتفاق العسكري كشريك خارج حلف الناتو، الذي وقعته تونس مع الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي، على علاقات تونس بالجزائر، وحذر من التهديدات التي تحيط بالمسار الديمقراطي في تونس.أكد راشد الغنوشي أن العلاقات التونسية الجزائرية “علاقات استراتيجية متينة، ولا يمكن لها أن تتأثر بأي اتفاق تعقده تونس مع أي جهة كانت”. وبدا الغنوشي متفهما لقلق الجسم السياسي والعسكري في الجزائر من إمكانية استدراج واشنطن لتونس واستغلال حاجة تونس لدعم لوجيستيكي لمكافحة الإرهاب، لفرض اشتراطات أمنية وعسكرية، وقال إن الاتفاق التونسي الأمريكي “هو اتفاق علاقات عامة لا أكثر، ولا يرتقي إلى اتفاق بقدر ما هو إعلان دعم لتونس أمام الأخطار الإرهابية”.وذكر الغنوشي، في كلمة ألقاها في احتفالية أقامتها حركة النهضة بمناسبة الذكرى 34 لتأسيسها، أن تجربة النهضة جاءت “لتثبيت حاجة مطلب هوية التونسيين وتكريس الحريات في الدستور والعدالة الاجتماعية”، مشيرا إلى أن تونس تعيش نوعا من الغليان تحاول قوى الإرهاب والقوى الفوضوية إذكاءه. وثمّن الغنوشي أداء حركته في مسار الانتقال الديمقراطي، وقال “غادرنا السلطة طوعا لأن تونس أعز علينا منها”، مشددا على وجود النهضة في تونس كحركة معتدلة، جعل الإرهاب الطارئ على تونس لا يسيطر عليها كما حدث في مناطق وبلدان أخرى”.وتعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها تونس على خلفية حملة “وينو البترول”، قال الغنوشي في ندوة عقدها في سيدي بوزيد، أمس، إن “على الحكومة أن تسمع مواطنيها في دوز والفوار وسيدي بوزيد والڤصرين وغيرها وأن تستجيب لحاجياتهم بقدر استطاعتها وأن تفهمهم واقع البلاد والمخاطر التي تواجهها”، مشيرا إلى أن “تونس خسرت الملايير من توقف إنتاج الفسفاط، والبلاد مهددة بالإفلاس”. وأضاف الغنوشي أن تونس “قطعت نصف المسافة بتوزيع السلطة بين البرلمان ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، ومازال النصف الثاني بتمليك جزء من السلطة للشعب عبر الانتخابات المحلية لتمكين المواطنين من السلطة بتفعيل الحكم المحلي”. وقال “حققنا إنجازا كبيرا يتمثل في الدستور الديمقراطي الجديد، لكن هناك أخطارا تتهدد الدولة. الدولة الآن دولتنا وكل محاولة لإسقاطها هو دفع نحو المجهول بالتونسيين جميعا”، مشيرا إلى أن تونس “تسعى إلى بناء نموذج للديمقراطية في العالم العربي”، وأن “تونس اليوم محسودة من عدة دول لأنها حققت ما لم يتحقق في بلدان أخرى. اليوم نحن مهددون بالإرهاب وبالإضرابات، الدولة تسير إلى الإفلاس إذا واصلنا في طريق الاعتصامات”.ودعا الغنوشي إلى “فض الإشكال المتعلق بالثروات الطبيعية” التي يطالب التونسيون بالشفافية بشأنها، وأكد أن دعوات الفوضى التي يرفعها البعض تساعد على إيجاد المناخ المناسب للإرهاب والتهريب وضرب الوحدة الوطنية”، وجدد دعم النهضة لحكومة الحبيب الصيد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات