الألمـان يفتحـون تحقيقا والمصريون يرفضون الرشوة

38serv

+ -

 كشفت الصحيفة الألمانية أمس، في مفاجأة من العيار الثقيل، أن ألمانيا عملت على تزويد المملكة العربية السعودية بالأسلحة ”كعربون صداقة”، مقابل تصويت الرياض لصالح ألمانيا لاستضافة كأس العالم لعام 2006.ونقلت الصحيفة قولها إن السلطات السويسرية أعلنت أنها حصلت على وثائق من المبنى الذي كان يضم في السابق وكالة تسويق حقوق الرياضة، في اليوم الذي تم فيه إلقاء القبض على مجموعة من كبار مسؤولي ”الفيفا”، تثبت تورط ألمانيا والسعودية في قضية فساد، بعد سلسلة من الاعتقالات في سويسرا، بطلب من القضاء الأميركي الذي يشن حملة ضد الفساد في الفيفا.وأكدت صحيفة ”بيلد” الألمانية أن السلطات السويسرية اعترفت بأن ”البيانات والوثائق التي تمت مصادرتها” ترتبط أيضا بمكان انعقاد دورتين لكأس العالم القادمتين. واستنادا إلى تقرير صحفية ”زايت” أيضا، قامت شركات ألمانية كبيرة باستثمارات كبرى في قارة آسيا لربح أصوات عند التصويت على تنظيم كأس العالم 2006، وأدت هذه المؤشرات إلى بعث النقاش على مستوى الطبقة السياسية في ألمانيا، ما استدعى رئيس لجنة الرياضات في البرلمان إلى المطالبة بفتح تحقيق وتسليط الضوء على هذه القضية، ويخشى الألمان أن تكون الأخبار حول منح رشاوى حقيقية، وستكون مزعجة كثيرا بالنسبة لألمانيا، خاصة أنها ألمانيا فازت بالتنظيم بـ12 صوتا مقابل 11 لجنوب إفريقيا.المغرب يفضل الصمت حيال اتهامه بالرشوةوبالموازاة مع التحقيقات التي يجريها الأمريكيون رفقة نظرائهم السويسريين، يفضل المغرب الصمت حيال فضائح الفساد، رغم الاتهامات الخطيرة التي تعرض لها، حيث اتهمت المملكة أنها دفعت رشوة للفوز بتنظيم مونديال 1998، وبقيت الاتهامات تلاحق المغرب رغم أن التنظيم فازت به فرنسا.وفضلت الصحافة المغربية التعليق على الاتهامات بصورة لا تعكس فداحة المشكلة، طالما أن المغرب لم يفز بتنظيم أي دورة، رغم ترشحه في أكثر من مناسبة لاحتضان كأس العالم. ونفى الفرنسي جاك لامبرت، رئيس اللجنة المنظمة لمونديال فرنسا 1998، أن تكون بلاده ارتكبت أي مخالفة للحصول على استضافة النهائيات، بعد اتهامات الأمريكي تشاك بلايزر، وقال إن قناعته العميقة أنه لم تكن هناك أي مخالفة من قبل فريق الترشيح الفرنسي.وأدت اعترافات الأمريكي تشاك بلايزر، مفجر فضيحة الفساد في الفيفا، لتضع اسم المغرب في مقدمة الحدث العالمي، بعدما وصلت الصحف الأمريكية إلى وثائق من التحقيق يؤكد فيها المتهم الأول أنه وعددا من أعضاء في الفيفا كانوا قد عمدوا إلى عملية ابتزاز لبعض المرشحين لاحتضان كأس العالم. وذكرت صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية في عددها الصادر أمس أن بلايزر، وهو عضو سابق في المكتب التنفيذي للهيئة الدولية، اعترف بالحصول على رشاوى تخص منح أفضلية لجنوب إفريقيا في سباقها على تنظيم كأس العالم 2010، كما أنه رتب عملية حصول عضو آخر، ليس سوى الترينيدادي جاك وارنر، على رشوة من المغرب بقيمة مليون دولار لمنحه صوتا يرجح كفته في صراعه مع فرنسا على تنظيم مونديال 1998.وأوضح بلايزر، حسب ما هو مدون في وثيقة للقضاء الأمريكي، أنه ”تلقى دعوة من اللجنة المغربية المنظمة لزيارة المغرب مع الشخص الذي أشار القضاء إلى أنه المتآمر رقم واحد، مشيرا إلى أنه ”كان حاضرا عندما قدم ممثل اللجنة المغربية المنظمة رشوة للمتآمر، من أجل منح صوته للمغرب في الاقتراع على الدولة المنظمة لمونديال 1998”، وزاد أن ”المتآمر رقم واحد قبل تلك الرشوة”.المصري هلال يغرق وارنيرمن جهته، فجر وزير الرياضة المصري السابق فضيحة أخرى من العيار الثقيل، عندما صرح لوكالة الأنباء الفرنسية أن النائب السابق لرئيس الفيفا جاك وارنير (أحد المتهمين الرئيسيين في قضية الفساد التي تهز أركان الهيئة الكروية العالمية)، قد طلب من مصر دفع مبلغ 7 ملايين دولار مقابل ضمان 7 أصوات لها لكسب تنظيم مونديال 2010 الذي ظفرت به دولة جنوب إفريقيا. وأوضح وزير الرياضة المصري علي الدين هلال أن وارنير طلب 7 ملايين دولار، مقابل منحها 7 أصوات (مليون دولار لكل صوت) خلال عملية التصويت الخاصة بالبلد الذي كسب شرف تنظيم مونديال 2010. ولم يكتف الوزير المصري السابق بذلك، بل أضاف أن رئيس الاتحادية المصرية لكرة القدم آنذاك يوسف الدشوري حرب، قد التقى وقتها بالترينيدادي جاك وارنير في الإمارات العربية المتحدة، وأبلغه هذا الأخير أن بلاده مصر ستلقى الدعم للظفر بتنظيم مونديال 2010 في حال دفعها المبلغ المذكور، مطالبا إياه أيضا بـ7 ملايين دولار. وختم الوزير المصري السابق حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية بالقول إن مصر رفضت منح القيمة المالية لتفادي الدخول في متاهات هي في عن غنى عنها.صحيفة ”صنداي تايمز” البريطانية فتحت أيضا حلقة جديدة بعد نشرها تسجيلات صوتية لمسؤول كبير في الفيفا، يؤكد أن المغرب هو من فاز بتنظيم كأس العالم 2010، وأنه حقق في الواقع فارقًا واضحًا عن جنوب إفريقيا التي فازت بالتنظيم.وصرّح العضو السابق في الفيفا البوتسواني إسماعيل بهامجي في تسجيلات صوتية تسلّمها الرئيس المستقيل من الفيفا، جوزيف بلاتير، أن المغرب هو من كان فائزًا في التصويت الذي جمعه بجنوب إفريقيا ومصر. وأشارت الصحيفة إلى أنها سلّمت هذه التسجيلات الصوتية لجوزيف بلاتير منذ ذلك الوقت، إلا أنه لم يقم بأيّ إجراء حولها، ولم يأمر بفتح تحقيق في حقيقة تصريحات إسماعيل بهامجي الذي جرّدته الفيفا من كل مهامه عام 2006، بسبب بيعه لتذاكر في إحدى مباريات كأس العالم بثمن يفوق سعرها الحقيقي بثلاثة أضعاف.الفساد قد يطال مونديال البرازيلوفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ”أف بي آي” يباشر تحقيقات بشأن احتمال ارتكاب مخالفات لدى توقيع عقود من قبل الفيفا أثناء تنظيم مونديال البرازيل 2014. وذكرت صحيفة ”أو استادو دي ساو باولو” البرازيلية، نقلا عن مصادر مطلعة على القضية، أن القضاء الأميركي بدأ تحقيقات على خلفية الصلة التي تجمع بين الرئيس الأسبق للاتحاد البرازيلي ريكاردو تيكسيرا والأمين العام للفيفا جيروم فالكه، وقالت إن كلا من تيكسيرا وفالكه مشتبه به في ارتكاب جرائم مالية والاحتيال، وبالتالي فهما مدرجان في لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالية.ووفقا للصحيفة ذاتها، فإن تحقيقات السلطات الأميركية تركز على مزاعم بارتكاب مخالفات في العقود بين الاتحاد البرازيلي والفيفا منذ أكثر من 5 سنوات لتنظيم مونديال البرازيل 2014. وأوضحت مصادر مطلعة على التحقيقات أن هناك ما يقرب من ألف وثيقة موقعة من قبل منظمي مونديال العام الماضي الذي توجت به ألمانيا.فضائح الفيفا محل تدارس مجموعة السبعتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعتزامه الحث على تعزيز مكافحة الفساد في اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في ألمانيا، في ظل فضائح الفساد في الفيفا. وقال كاميرون إن الاتهامات الموجهة إلى الفيفا ينبغي أن تكون دافعا لمواجهة الفساد في المنظمات والشركات والحكومات وفي العالم كله. وتابع كاميرون حديثه ”ثمة نوع من المحرمات الدولية، أن تشير بإصبعك إلى ذلك أو أن تبدي شكوكا، وينبغي لهذا الأمر أن يتغير”. واختتم كاميرون تصريحاته بالتحذير من أن الفساد لا يهدد التقدم الاقتصادي وحسب، بل يهدد أمن الكرة الأرضية برمتها.وتوقع رئيس الاتحاد الإنجليزي غريغ دايك اعتقال رئيس الفيفا جوزيف بلاتير بسبب فضيحة الفساد التي تضرب المنظمة العالمية الغنية. وعلق دايك (68 عاما) على استقالة بلاتير لصحيفة ”الغارديان” البريطانية ”لن يبقى في منصبه. لا يمكنه الاستمرار أكثر من أشهر قليلة. ما تكتشفه لدى إدارة منظمة كبرى أنك لحظة إعلان رحيلك تكون قد رحلت بالفعل. لقد توفي. انتهى الأمر. إذا استقلت تكون قد استقلت”. وعما إذا كان سيراهن على اعتقال بلاتير، قال دايك ”نعم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات