38serv

+ -

 نجد في القرآن دليلاً على إعجازه هو روحانيته الّتي جاء ذكرها حين خاطب الله رسوله الكريم سيّدنا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم بقوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابِ وَلاَ الْإِيمَان وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} الشّورى:52، يعني أوحينا إليك قرآنًا فيه حياة، يبثّ الحياة ويدفعها ويحرّكها وينمّيها في القلوب وفي الواقع العملي المشهود. {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابِ وَلاَ الْإِيمَانِ}.. هكذا يصوّر نفس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكريمة وهو أعلم بها، قبل أن تتلقّى هذا الوحي.وقد سمِع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الْكتاب وسمع عن الإيمان وكان معروفًا في الجزيرة العربية أنّ هناك أهل كتاب فيمن معهم، وأنّ لهم عقيدة، فليس هذا هو المقصود. إنّما المقصود هو اشتمال القلب على هذه الحقيقة والشّعور بها والتأثّر بوجودها في الضّمير. وهذا ما لم يكن قبل هذا الرُّوح من أمر الله الّذي لابس قلب سيّد الوجود سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.وطبيعة هذا الوحي أنّه نور تخالط بشاشته القلوب الّتي يشاء الله أن تهتدي به بما يعلمه سبحانه من حقيقتها ومن مخالطة هذا النّور لها. فلا النّبيّ يهدي بنوره ولا الشّيطان يغوي بحيلته فالكلّ من تأثير الله جلّ عُلاه، فلا شيء يؤثّر بنفسه ولا ينفع بنفسه ولا يضرّ بنفسه فالكلّ من عند الله يهدي مَن يَشاء ويضلّ مَن يشاء لحكمة لا يعلمها إلاّ هو.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات