دخلت الانتخابات البرلمانية التركية مرحلة العد التنازلي، التي ستجرى غدا الأحد. ورغم أنه من المستبعد حدوث مفاجآت في ترتيب الأحزاب التي ستدخل البرلمان المقبل، إلا أن الرهان الأكبر الذي تمثله هذه الانتخابات، هو ما مدى تمكن حزب العدالة والتنمية من الحصول على أزيد من 50 في المائة من المقاعد لتشكيل الحكومة منفردا، وما قدرة حزب الشعوب الديمقراطية (الكردي) من تجاوز عتبة 10 في المائة التي تسمح له بدخول البرلمان التركي، وإلا ستتفرق مقاعده على الأحزاب الأخرى. حسب نتائج سبر الآراء التي قدمتها، يوم الأربعاء الفائت، شركة “أو آر سي” التركية التي تعتبر الأكثر دقة بهامش خطأ يقل عن 1 في المائة، زيادة أو نقصانا، فإن حزب العدالة والتنمية سيحصل على 46 في المائة من الأصوات، ما يعني أزيد من 50 في المائة من المقاعد، ما سيسمح له بتشكيل الحكومة منفردا، رغم أنه في هذه الحالة سيسجل تراجعا عن تشريعات 2011 التي حصل فيها على 49.9 في المائة من الأصوات.أما الحزبان المعارضان، الممثلان في حزب الشعب الجمهوري (يساري أتاتوركي)، والحركة القومية (معادية لطموحات الأكراد)، فسيحافظان على حجمهما ومرتبتهما الثانية والثالثة على التوالي. فحسب سبر الآراء، فسيحصل حزب الشعب الجمهوري على 25.3 في المائة، أما الحركة القومية فستحصل على نسبة 15.5 في المائة.لكن الرهان الحقيقي لا يمثله الحزبان المعارضان الرئيسيان، اللذان لهما وعاء انتخابي شبه ثابت، بقدر ما يمثله حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) الصاعد الذي أزاح عدة أحزاب كردية، مثل حزب السلام الكردي عن طريقه، خاصة وأن مرشحه صلاح ديمرطـــــــــــــــاش كان الوحيد من المرشحين الأكراد الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها أردوغان بنسبة 52 في المائة، ولم يحصل مرشح الأكراد سوى على نحو 7 في المائة فقط من الأصوات.والسبب في كون حزب الشعوب الديمقراطي يحظى بكل هذا الاهتمام، لأن تجاوزه لعتبة 10 في المائة في الانتخابات البرلمانية سيحرم حزب العدالة والتنمية من الفوز بثلثي مقاعد البرلمان. أما إذا أخفق الحزب الكردي من تجاوز عتبة العشرة في المائة، فإن معظم مقاعده ستصب في وعاء حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يحظى بدعم المتدينين الأكراد، الذين لا يثقون في التوجهات اليسارية لحزب الشعوب الديمقراطي.وما يزيد في صعوبة التكهن بشأن نتائج حزب الشعوب الديمقراطي، هو حصوله على 9 في المائة من نوايا التصويت، حسب شركة “أو آر سي” لسبر الآراء. وإذا أخذنا في الاعتبار نسبة الخطأ المقدرة بـ1 في المائة، فإن تجاوز الحزب الكردي لنسبة العتبة، ليست بالمهمة المستحيلة، لذلك فطموح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصول حزب العدالة والتنمية على ثلثي مقاعد البرلمان التي تمكنه من تعديل الدستور وتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي، وبالتالي نقل معظم صلاحيات رئيس الوزراء إليه، كل هذا مرهون بنتائج حزب كردي معارض.جدير بالذكر أن الجالية التركية في الخارج أدلت بأصواتها للمرة الثانية في تاريخ تركيا، في الفترة ما بين 8 و31 ماي الفائت في 54 دولة، وتجاوز عدد المدلين بأصواتهم مليون مصوت من أصل قرابة 3 ملايين مسجل في الخارج، وهو ضعف عدد المصوتين في الانتخابات الرئاسية الماضية، عندما بلغت نسبتهم 18.9 في المائة، مع الإشارة إلى أن 20 حزبا و165 مرشح سيتنافسون في هذه الانتخابات البرلمانية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات