الارتجال في كيفية رشـف القهـوة العربيـة 10

38serv

+ -

”كم هو عدد الضحايا في نيجيريا ومالي والتشاد والنيجر وليبيا، اليوم؟ ما هي الحصيلة اليومية لعدد الأطفال الذين مزقت أجسامهم الرهيفة قنابل بوكو حرام وداعش والمليشيات المجهولة الاسم؟ كم؟ قل لي بربك، كم؟ كذلك قل لي كم هو عدد الإضرابات في مجال التعليم في الجزائر، لأنها عندما تصل إلى هذا العدد الضخم تصبح نوعا من الجريمة ضد الأطفال، قل لي بربك؟ وهذه الوزيرة؟ وزيرة التربية الوطنية وأظن أن اسمها ”بن غبريت” السيدة ”بن غبريت” أليس كذلك؟ اشتممت فيها رائحة البطولة والعفاف والبطش، هل كل هذه الإضرابات هي مجرد طلبات نقابية عادية؟ أم هي موجهة أولا وقبل كل شيء ضد هذه الوزيرة لأنها امرأة؟ وهذا عار لا يقبل، عند هؤلاء الناس. تذكرت بيتا لأحمد شوقي: ”قم للمعلم وفه التبجيل / كاد المعلم أن يكون رسولا”. وهل مازال المعلم رسولا في هذا الدهر العفن؟سمع في مذياع الساعة السابعة صباحا وهو يحلق ذقنه هذا الخبر ”لقد رفع الاتحاد الأوروبي أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، من قائمة العقوبات التي كان قد أدرجه فيها منذ عام 2011”. قهقه.. قال إن هذا الخبر ليست له علاقة مع بلاغ الناتو الصادر قبل يومين والذي يعترف فيه بأن غزو ليبيا كان خطأ فادحا. تحركات الغرب عندما تنطلق تحوي دائما الكثير من الكذب واللامعقول، فهي تستعمل ـ على الورق - لغة لطيفة ودبلوماسية، وهي تستعمل على الأرض القنابل الفتاكة والمعقدة والعنقودية. قال: ”وماذا يقول BHL هو الذي شارك في تحطيم ليبيا؟”. أغلق المذياع وراح يبحث عن مجموعة شعرية لأدونيس ”المطابقات والأوائل”. قرأ بصوت عال: ”أحزاني ليست أحزاني/ هي جرح ينزف من تاريخ الإنسان/ هي أرض ترفع قربانا/ للظلمات وللطغيان/ ما هذا التاريخ، أجرح أم سكين؟ وهل كل هذه الكلمات سلاسل أم يقطين؟/ ألهذا، لا يتركني رفضي ودمشق الأخرى لا تتركني...”.ثم أخذ قائمة مكتوبة بالأحمر على ورقة صفراء دمشق ليست وحدها. هناك أشراف القوم وأحراره من الغربيين يحبون دمشق. قرأ: شُمسكي، الأمريكي اليهودي الذي يحب دمشق وفلسطين. شبّار، الجندي الأمريكي الزنجي الذي فضح الجيش الأمريكي وعرى خبثه والتعذيب الذي يمارسه في أبو غريب وغوانتانامو وفي كل المدن الأمريكية، حيث يقتل الأطفال السود بالرصاص. مادونا عبقرية الغناء الأمريكي التي صرحت بأن فرنسا تذكرها بألمانيا النازيةǃ شفينم الفرنسي والذي رفض حرب العراق الأولى واستقال من منصبه كوزير الدفاع سنة 2003، الفرنسي دوماس وزير الخارجية السابق الفرنسي والذي شن حربا على الصهاينة الفرنسيين بلا هوادة.. إلخ. أموس أوز الإسرائيلي والروائي الفذ الذي يرأس جمعية الصحافة الإسرائيلية – الفلسطينية. أموس جيتاي الإسرائيلي والمخرج السينمائي العبقري.. إلخ. وبعد قراءة هذه القائمة، يعود إلى المذياع، الشيء الذي يتيح له الفرصة أن يرضي عن نفسه (ولو يتردد) وأن يرفض الحكم القائم في عمان والنظام السائد في سلطنة عمان و.. يفتح بطاقة التعريف المبرزة لشخصيته ونفسيته وتناقضاته وعدد زوجاته وتكهناته وكيفية الارتجال في فن رشف القهوة العربية حتى يحتذى به كمثال المواطن الرافض لهذا ”الكاؤوس” الشامل والكامل الذي سقط فيه ما يسمى بالوطن العربي، خاصة أن احتساء القهوة ليس بالأمر اليسير والارتجال في هذا الصدد يعطيه الميزة الفنية ويكثر من عدد الشعوب التي تحسده على هذه الخاصية المعبرة عن عبقريته الفذة من غير أن يدخل هذا جديدا في أحوال الطقس أو تشويشا في مسيرة الدولة وأمورها الداخلية، رغم أن كل الدول العربية انهارت بطريقة جماعية وانتحرت بطريقة نهائية وهي (كل هذه الدول العربية الخرقاء) تحاول أن تراوغه كمواطن ”فلان” حتى تجعله ينسى من بين ما ينسى، كلمة لا أساس لها ولا معنى ولا صورة: فلسطين.انتهى

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات