توجد كثير من الأندية “الصغيرة” التي تألقت في المواسم الماضية ونجحت في تحقيق “الصعود الصاروخي” من الأقسام السفلى إلى الأقسام العليا، كونها كانت قائمة على شخص واحد يمتلك السيولة المالية، ولديه رغبة كبيرة في قيادة النادي نحو أفضل النتائج على المستوى الوطني. الدليل على ما سبق ذكره يتلخص في تجربة نادي دفاع تاجنانت في الموسم الجاري، بعد تحقيقه الصعود التاريخي إلى بطولة القسم الأول المحترف، حيث يرأسه الطاهر قرعيش منذ سنة 1999 عندما كان الفريق ينشط في بطولة الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة، قبل الوصول بعد سنوات إلى حظيرة الكبار. ومعروف عن الرئيس قرعيش تخصيص مبالغ مالية معتبرة من حسابه الخاص لصالح النادي، مع تلقيه أيضا لهبات من رجال الأعمال في المدينة، وهو ما ساعد الفريق في ظرف قياسي قصير جدا على الصعود من الأقسام الهاوية إلى الأقسام المحترفة.أما المثال الثاني فهو نادي شبيبة الساورة مع الرئيس الفعلي زرواطي الذي يعتبر صاحب القرار الأول والأخير، حيث وبفضل إستراتيجيته والأموال المعتبرة التي يخصصها، نجح في قيادة ممثل الجنوب إلى الصعود في القسم الأول المحترف والصمود فيه.ولكن تبقى النقطة السلبية في هذه التجارب كون هذه الأندية “الصغيرة” تندثر من الوجود مباشرة بعد انسحاب رؤسائها، وأكبر مثال على ذلك نادي اتحاد الذرعان الذي كان قبل وقت قصير ينشط في الثاني المحترف، ولكن اليوم هو ينشط في بطولة الجهوي الثاني وأوضاعه أكثر من سيئة، والسبب في ذلك يكمن في انسحاب الرئيس السابق عيسى منادي، وتوقف الإعانات المالية الكبيرة التي كانت تخصص لصالح هذا النادي من قِبل الشركة الهندية “أرسيلور ميتال”، والتي كانت معنية سابقا بتسيير مركّب الحجار للحديد الصلب.وإضافة إلى ذلك نجد تجربة نادي “مكارم ثليجان” من ولاية تبسة، حيث لا يزال الجمهور الرياضي يتذكر جيدا ما فعله هذا الفريق الصغير، سواء في البطولة أو كأس الجمهورية سنوات التسعينيات، وذلك عندما كان يقوده الرئيس حاج غلاب الذي ومباشرة بعد إيداعه السجن بتهمة اختلاس أموال الدولة ضاع هذا النادي من الوجود، والأمثلة كثيرة في هذا المجال، مثل اتحاد بسكرة مع الرئيس أيمن وأولمبي العناصر مع الرئيس الراحل عطية.يحدث هذا في الفرق الصغيرة على عكس الفرق الكبيرة التي تتميز بالتقاليد الكروية، ولا تتأثر برحيل الأشخاص، وهذا مثلما حصل في نادي وفاق سطيف مثلا، لأنه لم يتأثر برحيل الرئيس السابق عبد الحكيم سرار وخلافته بالرئيس الحالي حسان حمّار، وإضافة إلى ذلك نادي شباب بلوزداد الذي حافظ على تواجده في القسم الأول طيلة المواسم الماضية، رغم تعدد الرؤساء مثل سالمي وڤانة ومالك.كل ما سبق ذكره يعني بأنه من أسباب تغير “خارطة كرة القدم الجزائرية” وجود أشخاص نجحوا في قيادة فرق تنتمي لمدن صغيرة إلى التألق السريع في الأقسام العليا، قبل السقوط بعد “فترة مجد” إلى الأقسام السفلى تطبيقا للمقولة “من السهل الوصول إلى قمة النجاح، لكن من الصعب الحفاظ عليها”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات