نواب المجموعات الإسلامية في البرلمان الجزائري.. قدموا طلبا غريبا لوزارة الدفاع! طلبوا فيه من نائب وزير الدفاع الفريق ڤايد صالح النزول إليهم لمساءلته عن مسائل تخص الدفاع الوطني !النواب إياهم “حشمو” من وزير الدفاع، فطلبوا نزول نائبه إليهم !الدستور عندما كرّس حق النواب في مساءلة أعضاء الحكومة، لم يذكر نائب الوزير، بل ذكر الوزير.. فلماذا يكتفي نواب الإسلاميين بدعوة نائب الوزير للنزول إليهم؟ ولماذا لا يطالبون بنزول الوزير نفسه؟!وإذا كان الوزير هو الرئيس.. والرئيس لا يمكن أن ينزل إلى النواب في قضية ما... فإنه من الواجب أن يتم فك الارتباط بين صفة الوزير في حالة وزارة الدفاع، وبين رئاسة الجمهورية.. لأن هذه الصيغة ابتدعها بومدين عندما كان رئيسا لمجلس الثورة والحكومة.. لأن تنظيم السلطة آنذاك لم يكن يخضع للقانون وللدستور.. وبقي الأمر كذلك حتى في عهد الشاذلي.. وتخلى الشاذلي عن هذه الصفة لخالد نزار، فكانت عملية الانقلاب عليه سلمية سنة 1992 في 11 جانفي !الطريف في طلب النواب الإسلاميين في البرلمان هو قولهم لڤايد صالح نائب وزير الدفاع “النزول في البرلمان”، لأن نواب البرلمان (بسلامتهم) يعتبرون أنفسهم هم “تحت” والمطلوب حضوره إليهم لمساءلته يوجد “فوق”! والأمر هنا لا يتعلق بخطأ في التعبير أو وجود وزارة الدفاع في هضبة والبرلمان في قعر الهضبة... بل الأمر يتعلق بتعبير دقيق يدل على أن البرلمان سياسيا يتواجد (تحت) والدفاع يتواجد “الفوق” بالمفهوم السياسي المعنوي لمضمون (الفوق) و(التحت)!لا تسألوني عما يمكن أن يسأل النواب عنه نائب وزير الدفاع! مادام هؤلاء النواب يعتبرون أنفسهم دستوريا وسياسيا من جماعة (التحت) قيمة أمام نائب وزير الدفاع... الذي هو من جماعة (الفوق) بشهادة النواب! ولذلك لم يفصح هؤلاء عن محتوى أسئلتهم لنائب وزير الدفاع وتركوها سرا من أسرار الدولة التي يمكن أن يتحدث فيها جماعة التحت مع جماعة (الفوق)! كل هذا يحدث ومازلنا نتحدث عن برلمان وحكومة ودستور؟!ولكنني شخصيا اجتهدت وتصوّرت أن النواب يمكن أن يسألوا نائب وزير الدفاع عن اسم الجهات التي قال عنها في تصريحاته الأخيرة إنها تهدّد استقرار الجزائر.. وإن الجيش لها بالمرصاد؟! فمن هي هذه الجهات الخطيرة التي تهدّد أمن الجزائر ويتجنب نائب وزير الدفاع حتى ذكر اسمها علنا! بالتأكيد إنها ليست الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا البلد يعيش شهر العسل مع الجزائر.. وليست فرنسيا أيضا للسبب نفسه، وليست أي دولة أوروبية، لأن الجزائر لها معاهدة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي.. وليست روسيا أيضا، لأن روسيا لها مصالح مع المؤسسة العسكرية.. بقيت الشكوك تحوم حول دولة لوزوطو التي زارنا ملكها مؤخرا، ودولة موريتانيا التي طردت الدبلوماسي الجزائري[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات