الجولة الثالثة من الحوار الليبي بالجزائر كانت محملة بمحاذير من خطر تمدد تنظيم “داعش” الذي يحتل مدينة سرت ويزحف باتجاه مدن أخرى، ورغم أن أصل تواجد فرقاء الأزمة بليبيا في الجزائر، هو إيجاد توافق لحل الأزمة الأمنية والسياسية في البلاد، لكن ظل “داعش” لم يفارق أطوار المباحثات والنقاش، بما يجعل خطر تنظيم الدولة تعنى به الجزائر كما ليبيا، لذلك يقول الوزير عبد القادر مساهل إن “أمن ليبيا من أمن الجزائر”، وصار لهذه العبارة مدلول تريد له الجزائر تطبيقا على الأرض، بينما ممثل الأمم المتحدة يشدد على الليبيين الضرورة التي لا خيار دونها من أن تحسم الجولة الثالثة للحوار بالجزائر الأمور في ليبيا.في انتظار تحسين وتهذيب مسودة ليون الثالثة“الجزائر بإمكانها توجيه بوصلة الحل السياسي في ليبيا بشكل صحيح” قال رئيس “حزب الجبهة الوطنية” في ليبيا، محمد علي عبد الله، إن المقصود من كلام مبعوث الأمين العام إلى ليبيا، برناردينو ليون، بقوله “إن الأمر حاسم وأنه عليهم أن يرضوا”، هو الواقع الموجود على الأرض في ليبيا، لأن الأوضاع هناك لم تعد تحتمل أن تستمر أو أن تطول أكثر من هذا”.وأوضح محمد علي، لـ”الخبر”، على هامش الجولة الثالثة للحوار الليبي بالجزائر، “نحن لا نستطيع أن نأتي بمسودة تلو مسودة، أما كوننا ملزمين بقبول أي أمر يأتي في المسودة، فهذا ما لا نقبله، ولا يمكن أن يقبله أي شخص عاقل، نحن نسعى إلى الوصول إلى مسودة تعكس استقرارا أمنيا على الأرض، وتعالج جوهر الإشكالية وليس فقط الاتفاق من أجل الاتفاق”.كما اعتبر المتحدث أن تمدد “داعش” في ليبيا يعكس شيئين، أولهما “دق ناقوس خطر بأن غياب مؤسسة أو حكومة تنفيذية قوية مسيطرة على المنافذ ومؤسسات الدولة لن يقود إلا إلى انتشار مثل هذه التنظيمات المسلحة”، مردفا: “الشيء الثاني يعكس وجود قواعد مشتركة بين كل أطراف الصراع السياسي في ليبيا أكثر بكثير من قواعد الخلافات، ومن بين القواعد المشتركة تحدي الإرهاب وتحدي الأزمة الاقتصادية وتحدي وقف تدفق النفط الليبي، وهناك عنصر آخر أساسي يتمثل في دور دول الجوار، كدور الجزائر الذي بإمكانه أن يساعد في توجيه بوصلة الحل السياسي الليبي بشكل صحيح”. وتأسف محمد علي للدور المصري إزاء القضية الليبية، قائلا: “دور مصر كان سلبيا، ففي أسابيع غير بعيدة كانت مصر تمد طرفا بالسلاح، وهناك مزيد من التصعيد للأزمة من قبل المسؤولين المصريين، ويجب أن يكون لدينا نحن كليبيين موقف موحد تجاه الموقف السلبي، وموقف موحد أيضا تجاه الإيجابي”. من جهته، توقع نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية، عبد الله جودات الرفادي، أن يتم خلال جولة الحوار الليبي في الجزائر تحسين وتهذيب المسودة الثالثة التي قدمت في المرة الماضية من قبل برناردينو ليون، والتي كانت محل احتجاج من قبل المؤتمر الوطني العام، متمنيا تحسينها من خلال جلسات الحوار في الجزائر، ويصير هناك توافق حولها.وأوضح الرفادي: “الإشكال السياسي في ليبيا ليس إشكالا حول قضية شرعية ودستورية، والآن هذا تجاوزناه، هناك خلاف سياسي وهذا الأخير لا يحل إلا بالتوافق، بما معناه جميع أطراف الخلاف السياسي تكون متواجدة في الحل المطروح، والحل الذي طرح في المسودة الثالثة أخرج جزءا مهما وهو المؤتمر الوطني العام المتواجد في خلاف سياسي مع البرلمان، وهذا الأمر ليس بإمكانه أن يؤدي إلى حل سياسي”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات