+ -

 جاءت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا غير عادية وفي وقت جد حساس، خاصة بعد تهديدات تنظيم جماعة الإخوان بإفساد هذه الزيارة، ورفض رئيس البرلمان الألماني استقبال السيسي بسبب تدهور حقوق الإنسان والحريات في مصر، وعدم وضوح المسار السياسي لها من وجهة نظره، وكان في استقبال السيسي مظاهرات منددة وأخرى داعمة له.وبدأ الرئيس المصري زيارته الرسمية إلى ألمانيا وسط مظاهرات معارضة وأخرى مساندة لنظامه، حيث نضم أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين وقفات احتجاجية رافعين صور الرئيس المعزول محمد مرسي، وأعلام مصر وإشارة “رابعة”، ورددوا هتافات مسيئة للسيسي ونظامه وطالبوا بإسقاطه لانتهاكه الشرعية الدستورية والانقلاب على رئيس شرعي منتخب.وعلى الناحية الأخرى، تجمهر عدد من أعضاء الجالية المصرية بألمانيا والوفد الفني والإعلامي المرافق للسيسي، رافعين صوره ويرددون هتافات تمجد دوره في إدارة شؤون البلاد، ولم يكن هذا المشهد مفاجئا بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم الإخوان بإفساد زيارة السيسي، خاصة لتزامن الزيارة مع انعقاد جلسات الحكم على مرسي الصادر في حقه حكم بالإعدام، ليسارع عدد من رجال الأعمال والفنانين والإعلاميين إلى التنقل على متن أول طائرة متجهة إلى برلين لدعم السيسي وتنظيم وقفات مساندة له ونظامه.وفي السياق، عقد السيسي أمس لقاء مع نظيره الألماني يواخيم جاويك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقال السيسي إن ألمانيا تتفهم الأوضاع السياسية في مصر، موضحا أن ما يحدث في مصر والمنطقة أمر عظيم جدا يجب الانتباه إليه.وشدد السيسي خلال مؤتمر مشترك مع المستشارة الألمانية على ضرورة احترام أحكام القضاء في بلده، موضحا أن معظم أحكام الإعدام التي صدرت غيابية تسقط بمثول المتهمين أمام القضاء، لتبدأ محاكمتهم من جديد، ونوه إلى أن الأحكام التي تصدر ليست نهائية، إذ إن هناك عدة مراحل للتقاضي.ويرى خبراء استراتيجيون بأن إيضاح تلك الصورة هو الهدف الأهم من زيارة السيسي إلى برلين في هذا التوقيت تحديدا، خاصة بعد تعالي الأصوات الرافضة لحكم إعدام الرئيس المعزول محمد مرسي.وتسعى مصر من خلال هذه الزيارة إلى تنمية التعاون بين البلدين اقتصاديا وسياسيا ومكافحة الإرهاب، والعمل على جلب استثمارات ألمانية للمناطق الصناعية المصرية خاصة المحيطة بمحور قناة السويس، باعتبار أن برلين رمز اقتصادي للاتحاد الأوروبي.وفي سياق آخر، نقلت بعض المواقع الاخبارية أن خلافا عميقا بين المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق وحكومة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، قد يكون المصدر الأساسي لسلسلة التسريبات التي أغرقت وسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة.وهي الأنباء التي فندها مروان يونس، عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية المصرية، جملة وتفصيلا، مؤكدا في تصريح لـ“الخبر” عدم وجود أي خلاف بين شفيق والسيسي، متهما عددا من الأحزاب بمحاولة الوقيعة بين الطرفين، ولفت إلى أن شفيق وحزبه كانا داعمين للسيسي في انتخابات الرئاسة وشاركوا في جمع التوكيلات له.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات