+ -

الرئيس المصري السيسي على حق حين يصيح كل مرة في المصريين “تحيا مصر”، لأن مصر فعلا لم تعد حية، فقد أماتها مبارك ودفنها مرسي إكراما لها، وهاهو السيسي يقيم لها العزاء في كل مكان!مبارك لم يجد ما يفعله بجيش مصر في بداية التسعينيات، غير أنه يكتريه أو يؤجره لأمراء الخليج.. يضربون به عنجهية وديكتاتورية عراق صدام! تحت ذريعة تحرير الكويت من ظلم صدام!اليوم يريد السيسي كراء جيش مصر مرة أخرى لدول الغرب من أجل حماية بترول ليبيا من رعونة داعش! لكن الغرب وأمريكا تحديدا لا يرون في رعونة داعش ما يمس في الجوهر مصالحهم البترولية في ليبيا... فهم يأخذون البترول من الجماعات المسلحة بأسعار لا يحلمون بها!ما جنته الدول الغربية من شراء بترول العرب من داعش ليبيا والعراق وسوريا لا يتصوره عقل !ضرب الغرب لداعش العراق وسوريا بالسلاح العربي الجوي يحقق للغرب ما لا يتصوره عقل... أخذ البترول بالمجان من الجماعات المسلحة وأخذ عائدات البترول من أمراء الخليج لقاء حمايتهم من داعش. مصر السيسي تريد أن تلعب اللعبة نفسها مع دول الخليج والغرب في ليبيا.. لكن ليس كل “مدور كعكة” كما يقول المثل؟ !كراء مبارك لجيش مصر في بداية التسعينيات ترتب عنه مسح ديون مصر، لكن ترتب عنه أيضا عودة مليون عامل مصري يعملون في العراق إلى مصر، والشيء نفسه يحدث الآن.. فالسيسي الذي يغني إعلامه البائس بأنه قنبل بالطيران معاقل داعش.. هو في الحقيقة قنبل مواقع خبز نصف مليون مصري في ليبيا... ولهذا يقام جسر جوي بين ليبيا ومصر عبر تونس والجزائر لترحيل المصريين! وهكذا يزيد السيسي بضربته متاعب المصريين! عملية مصر لضرب داعش ليبيا لا تساويها في البؤس إلا عملية هجوم مصر بكوماندوس على الطائرة المختطفة في مطار لرناكة في الثمانينات حيث قتل المصريون المصريين في “رناكة بمطار لرناكة”! لكن عملية السيسي في ليبيا أسوأ من عملية لرناكة! من حيث حجم الضرر بمصالح مصر والمصريين؟!نعم مصر العزيزة على العرب تستحق أن يحكمها من هو أفضل من مبارك ومرسي والسيسي! هؤلاء الذين قسّموا الشعب المصري إلى “شعب إرهاب” وشعب مقاوم للإرهاب وجعلوا بسياستهم “الرشيدة” الجيش المصري كرة بين “الذكورة” تتقاذفه الأرجل، مرة يكترى للأجانب كشقة مفروشة! ومرة يجد نفسه هدفا للمتناحرين على المصالح والمنافع في شوارع مصر! هل بعد هذا يمكن لمحمد الصالح الصديق أن يقول كما قال في الخمسينيات عن مصر:قبلتنا مصر ومصر إمامنا - ونحن أتباع لها في غير مأتم!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات