38serv

+ -

للقرآن وجوه كثيرة من الإعجاز تشهد أنّه وحي إلهي، منها: الفصاحة العجيبة، وإنّ عجيب نظمه وبديع تأليفه لا يتفاوت ولا يتباين على ما يتعرّض إليه من الوجود من ذكر قصص، ومواعظ وحكم وأحكام ووعد ووعيد وأخلاق كريمة وغير ذلك.وإنّنا نجد كلام البليغ والشّاعر والمفلق يختلف على حسب اختلاف هذه الأمور. فمن الشّعراء مَن يجود في المدح دون الهجو، ومنهم مَن يسبق في التّقريظ دون التّأبين، ومنهم مَن يجوّد في بعض النّواحي من وصف الرّوض أو الخمر أو الغزل أو الحكم أو غير ذلك.. ولذلك ضرب المثل بامرئ القيس إذا ركب، والنّابغة إذا رهب، وبزُهير إذا رغب، ومثل ذلك يختلف في الخطاب والرّسائل وسائر أجناس الكلام.ومتى تأمّلت شعر الشّاعر البليغ رأيتَ التّفاوت في شعره على حساب الأحوال الّتي يتصرّف فيها، فيأتي بالغاية في البراعة في معنى، فإذا جاء إلى غيره قصر عنه، وبأن الاختلاف على شعره.ومتَى تأمّلت نظم القرآن وجدتَ أنّ جميع ما يتصرّف فيه من الوجوه لا تفاوت فيها ولا انحطاط عن المنزلة العليا من البلاغة كما قال الإمام الباقلاني رحمه الله.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات