❊ أحييك تحية طيّبة وأقدر فيك مواقفك الشجاعة في مجمل ما تكتب، خاصة فيما لفت نظري من مقالات تتعلق بهموم الإخوة الفلسطينيين بالجزائر، وكان آخرها مقالة بعنوان “يحدث هذا في الجزائر” يوم الأحد 3/5/2015. وأشدّ ما أعجبني الصراحة وما فيها من غصة ومرارة وحزّ في نفسي قولك: “انتهى العهد الذي كانت فيه الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وأستغرب كيف لأبناء الفلسطينيين الذين ولدوا في الجزائر وتخرّجوا من جامعاتها، ونحن الذين تتلمذنا على أيادي آبائهم، يعيشون دون عمل أو منحة بطالة أو عقود ما قبل التشغيل وغيرها، وهم يعدون على الأصابع، ثم كيف لا يسمح لمن غادر الجزائر منهم في زيارة أو بحثا عن عمل خارجها، عند انتهاء مدة إقامتهم المؤقتة، التي تجدد كل سنتين تحت عنوان “بطاقة المقيم الأجنبي”، بالعودة إلى الجزائر للعيش مع أهلهم وترفض سفاراتنا في الخارج منحهم تأشيرة زيارة ولو مدة شهر، وأستغرب الصمت المطبق وعدم الاكتراث لصراخهم الذي طال أمده، لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنني أشعر بالأسى والعار.وليكن في علمك أن كاتب هذه السطور طبيب جزائري متزوج من فلسطينية ومقيم في غزة منذ عشر سنوات، وكنت قد حصلت على عمل وسكن وجواز سفر قبل غيري من أبناء غزة. وبمجرد أن أقدم نفسي كجزائري، تنهال علي عبارات الترحيب والمحبة، ومثلي العشرات، بل الآلاف من الجزائريين المتواجدين في غزة الباسلة، والله على ما أقول شهيد.يا ويحكم يا أيها المسؤولون من معاملة أبناء فلسطين هذه المعاملة، وهم الذين بارك الله فيهم في كتابه العزيز في سورة الإسراء والمعراج، أو ليس لهم الحق عند ذوي القربى.إنني أتلهف للحصول على جريدة “الخبر” من الزملاء، وعندما أزور الجزائر أشرع في جمع ما تيسّر من الأعداد القديمة وأحملها معي إلى غزة وأبدأ في التهامها واحدة بعد أخرى، فالشكر والتحية لرئيس التحرير وجميع الأقلام النزيهة التي تكتب على صفحاتها حروفا من نار ونور.. وإلى اللقاء.الدكتور عمرون حسين أمثالك في الخارج هو آخر ما تبقّى من كرامة الجزائر.. أما نحن في الداخل، فقد أصبحنا نستحي من حالنا كجزائريين لكثرة الإحباطات المتتالية التي تتعرّض لها البلاد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات