+ -

 كللت “قعدة شعبي”، “جيب راسك لي وأجي نقسرو”، في طبعتها الأولى التي أطلقتها الجمعية الثقافية الهاشمي ڤروابي نهاية الأسبوع بباريس، والتي ترأسها أرملة الفنان شهيرة ڤروابي، وبالتعاون مع المركز الثقافي الجزائري بباريس،  كللت بالنجاح بإجماع أعضاء الجالية الذين شاركوا في الدردشة. تفاعل الحضور بقوة مع ثلاثية المشرفين على تنشيط “قعدة شعبي”، ويتعلق الأمر بالأستاذ الجامعي بالسوربون 3 والمختص في الشعر الأندلسي سعدان بن بابا علي، والموسيقار رشيد إبراهيم جلول، إلى جانب الباحث والفنان جعفر قونان.ساعتان من الزمن اختزلت من خلالهما الثلاثية مشوار الهاشمي ڤروابي والطابع الشعبي في 3 محاور جوهرية، بدأت بالحديث عن شخصية المطرب كفنان، ثم الطابع الشعبي كنظرية موسيقية، والشعبي كجنس شعري، حيث أوضح المتدخل جعفر قونان الذي تناول شخصية الفنان لـ “الخبر”، بأن الهاشمي ڤروابي كان معلما دون مدرسة لفصاحة لسانه وضبط موشحاته في الحب والمحبة والعزة والعشق بمعناه النبيل، ونجح في إيصال ديوانه الغنائي إلى مختلف شرائح المجتمع من البسيط إلى المثقف الأديب، “الأمر نفسه الذي حاولنا من خلال قعدة شعبي أن نمرره إلى أبناء المهجر للحفاظ على التراث الموسيقي الأصيل، والتعريف بالهوية الجزائرية خارج الديار”، يقول قونان الذي رأى من خلال تلك الدردشة بأن الجالية متمسكة بجذورها، لكن يبقى العائق الوحيد بالنسبة لجيل الشباب اللغة العربية، لذلك ينبغي الإكثار من هذه المبادرات حتى يتم ترسيخها في أذهان الشباب، بإظهار الفن الجزائري العريق وطابعه الشعبي الأصيل. وأكد الأستاذ سعدان بن بابا علي لـ“الخبر” بدوره بأنه تم لأول مرة بلوغ الهدف الذي يتجلى في فتح جسر التواصل بين الثقافة الجزائرية وأبنائها في الخارج، وذلك من خلال النجاح المميز الذي حققته “قعدة شعبي” للجمعية الثقافية الهاشمي ڤروابي في طبعتها الأولى، لما تم لمسه من تفاعل لأعضاء الجالية التي حضرت من بينها نخبة ذواقه للطابع الشعبي والشعر الأندلسي، بالرغم من عدم تمكن العديد من أبناء المهجر من الالتحاق بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، أمام نقص الإشهار والإعلام، في انتظار تعميم المبادرة على مستوى التراب الفرنسي وحتى الجزائر، مع الحرص على تنظيمها في المستقبل داخل قاعات أوسع لاستقطاب أكبر عدد ممكن من أعضاء الجالية.تجدر الإشارة إلى أن “قعدة شعبي” ختمت فعاليات طبعتها الأولى بحفل فني ساهر أحيته نخبة من الفنانين، على رأسهم حميدو ومريم بلدي والشاب المتألق الحائز على جائزة الأغنية الشعبية الهاشمي ڤروابي، الفنان يوسف بن يغزر، كما حضر السهرة أصحاب السلك الدبلوماسي في باريس، في مقدمتهم سفير الجزائر بباريس عمار بن جمعة، إلى جانب ممثلين عن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي مثله مدير الثقافة بالجزائر العاصمة مختار خالدي، والذي أفاد من جهته لـ “الخبر” بأن حضوره جاء في إطار تعزيز الموروث الثقافي الجزائري وسط أعضاء الجالية في المهجر، مع تشجيع مثل هذه المبادرات والحرص على مواصلتها وتعميمها عبر مختلف المدن الفرنسية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات