المافيا توظّف رجال الأمن لتهريب المخدرات

+ -

اهتدت عصابات تهريب المخدرات، إلى حيل جديدة لتضليل أعوان التفتيش على الحدود والحواجز الأمنية، باستغلال أشخاص لا يشتبه تورطهم في تهريب المخدرات، كرجال الأمن الذين غالبا ما يتم توقيفهم بالزي المدني ويحاولون الإفلات من التفتيش باستظهار البطاقة المهنية، لكنهم سرعان ما يكتشف أمرهم عندما تظهر عليهم علامات الارتباك.  رغم تطور آليات مكافحة تهريب المخدرات على الحدود الجزائرية المغربية، إلا أن المهربين يبحثون عن أنجع الطرق للالتفاف حول هذه الإمبراطورية بربط علاقات مع رجال الأمن، على اعتبار أنهم لا يخضعون للتفتيش في الحواجز الأمنية.فخلال السنوات الأخيرة، أحبطت مصالح الجمارك لتلمسان، عدة محاولات لتهريب المخدرات، أبطالها دركيين، آخرها  توقيف الفرقة الجهوية لمصالح الجمارك بنفس الولاية، بتاريخ 16 أفريل الماضي، دركي وبحوزته  10 كلغ من الكيف المعالج، على متن سيارة من نوع سامبول، بالطريق السريع شرق غرب، وبالضبط بقرية البطيم بمغنية. ونفّذ الدركي هذه العملية بمشاركة امرأة، ليتم تسليمهما للمجموعة الولائية للدرك الوطني بتلمسان. وكانت هذه العملية مسبوقة بأخرى، قامت بها نفس الفرقة، عندما أوقفت دركي يعمل بإقليم مدينة مغنية، على متن مركبة من نوع “أودي” رفقة شخص آخر، قرب قرية عين النحالة بالطريق السريع شرق غرب. وحجزت لدى الموقوفين الاذين كانا في طريقهما إلى الجزائر العاصمة 45 كلغ من الكيف كانت مخبأة في الصندوق الخلفي للسيارة، كما ألقت  الجمارك منذ حوالي خمسة أشهر تقريبا، القبض على دركي أيضا ينتمي إلى المجموعة 25 لحرس الحدود بالعريشة في منطقة أولاد ميمون على متن سيارة متوجهة نحو سيدي بلعباس وهو يريد تهريب 97 كلغ من الكيف المعالج.وببسكرة، لا يزال القطب الجزائي المتخصص لمجلس الولاية يحقق في ملف تهريب 70 كلغ من المخدرات، حجزت لدى دركي خلال العشرة أيام الأخيرة على متن سيارة من نوع 405، عند مدخل ولاية بسكرة، وكان مصدرها ولاية وهران، بينما صادرت فرقة البحث والتحري بأمن تلمسان 99 كلغ من الكيف بحوزة دركي يعمل بحرس الحدود في سيارة من نوع سامبول في مخرج مدينة تلمسان.حبوب اكستازي بحوزة عسكريولم تكتف مافيا التهريب بتوريط دركيين ضمن شبكاتها، بل حتى عسكريين اثنين منهما أوقفا  بقرية سيدي السنوسي في تلمسان، وبحوزتهما  قنطار من الكيف المعالج.الحبوب المهلوسة،خاصة إكستازي المفضّل لدى شباب الملاهي الجزائرية، أصبحت هي الأخرى النشاط المحبّب لدى المهرّبين، لصغر حجمها وسعرها المغري، حيث تباع في الملاهي الجزائرية المنتشرة بالحدود بما تتراوح قيمته بين 3 آلاف إلى 4 آلاف دينار جزائري، ويزيد سعرها بالابتعاد عن المناطق الحدودية.ولذلك، فإن شبكات تهريب هذا النوع من المخدرات تصطاد، حسب  مصادر من الفرقة المتنقلة لجمارك تلمسان، أشخاصا لا يشتبه فيهم بالحواجز الأمنية لتهريبها بالنظر للربح السريع الذي يحققه هذا النوع من التجارة، لا سيما عسكريين. فبتاريخ 23 ماي الجاري، أحبطت الجمارك محاولة تهريب كمية معتبرة   من حبوب اكستازي في حاجز بسيدي سنوسي بتلمسان. المثير في القضية، أن كمية المخدرات كانت بحوزة عسكري، الذي بمجرد توقيفه، كشف عن هويته لأعوان الجمارك عله يفلت من المراقبة، لكنه سرعان ما أبدى ارتباكا، مما أثار شكوك الجمارك، حيث أخضع لعملية تفتيش دقيقة أسفرت عن حجز 960 حبة اكستازي مخبأة بسيارته، ليتم توقيفه مع إحالته على الجهات القضائية.قسنطيني: رجال الأمن يتعاطون رشاوى لتمرير المخدراتحسب رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني، فإن رجال الأمن يتلقون رشاوى من عصابات المخدرات لتمريرها على الحواجز الأمنية.وذكر  المتحدث في اتصال بـ“الخبر” أمس، أن استغلال بارونات التهريب لرجال الأمن، ظاهرة ليست جديدة “فكيف نفسر دخول  أطنان من المخدرات إلى الجزائر وبرمجة العديد من القضايا ذات صلة بالقنب الهندي المغربي بكل المحاكم الوطنية”، داعيا إلى تطبيق القانون بصرامة  على هذه الفئة التي تمثل القانون وتحميه في نفس الوقت”.نشير في الأخير إلى أن مصالح الأمن، حجزت العام  الماضي أكثر من 181 طن من الكيف المعالج عبر التراب الوطني، مع معالجة 11.130 قضية بتوقيف 5.598 شخص.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات