+ -

 لم يشذ مؤتمر الأفالان العاشر عن القاعدة المتعارف عليها: “من ينظم المؤتمر يكون أمينا عاما بلا منازع ولا تتجرأ حتى الأرانب السياسية في الحزب للترشح ضده ولو شكليا”.الحشد كان كبيرا والتنظيم كان محكما، لأن الذي نظم المؤتمر ليس سعداني ومناضليه، بل من نظم وأشرف على التنظيم هم جنود الخفاء.. أي أن أجهزة الدولة هي التي أشرفت على تنظيم هذا المؤتمر بطريقة لم تترك مجالا للخطأ ولو بصورة بسيطةǃما يفسر هذا هو  تقاطر أعضاء الحكومة على المؤتمر، ومن ثمة الدخول الوزاري في نضال سعداني زرافات و”وحدانا”ǃالشيء الجديد الذي أتى به سعداني في المؤتمر العاشر هو إلغاء الحدود بين الدولة والحزب بهذا المؤتمر.. والعودة بالحكومة والرئاسة والأفالان إلى ما قبل أحداث أكتوبر 1988، وعادت قوة الأفالان طاغية من خلال توظيف ما تبقى من قوة للسلطة داخل الدولة.عادوا بالأفالان إلى ما قبل أكتوبر، حيث تنتخب القاعدة ممثليها في القيادة وتزكي القيادة دون منافس.. تماما مثلما كان الحال مع الشاذلي في المؤتمر الخامس والسادس، والذي أدى إلى كوارث 1992 وما بعدها، يحدث هذا للرئيس بوتفليقة وفي ذيله سعداني.نفس الأسلوب الذي عالج به بلخادم خصومه من جماعة بن فليس، عالج به سعداني في موضوع خصومه من جماعة بلعياط وبلخادم.. والفرق بين حالة جماعة بلعياط وحالة جماعة بن فليس هو أن جماعة بن فليس كانت لها الشجاعة الأدبية وطالبت بتغيير رئيس الحزب وليس الأمين العام فقط، في حين كانت جماعة بلخادم وبلعياط تنافس جماعة سعداني ببرنامج “شيتاوي” للرئيس بوتفليقة تدعي بأنه أفضل من “شيتة” سعداني.. لأن سعداني يحمل “شيتة” من القطن، وجماعة بلخادم يحملون “شيتة” من حرير.. تعدّد الشيّاتون والمشيّت له واحدǃلهذا كانت نكبة جماعة بلعياط وبلخادم مضاعفة قياسا بنكبة بن فليس. شيء آخر ظهر في هذا المؤتمر وهو أن اللجنة المركزية التي نصبها سعداني تمت بنفس الطريقة التي حضّر بها بلخادم لجنته المركزية.. ولهذا بقي عدد أعضاء اللجنة المركزية مفتوحا، وفي كل مرة يذكر رقما تماما مثلما فعل ذلك بلخادم، وانتهى به الحال إلى هذا الحال.بعضهم قال إن المؤتمر كان شبيها بمسيرة “عفوية” مؤيدة للرئيس بوتفليقة وجزء من العسكر الذي يسانده.. تماما مثلما كانت الإدارة تنظم المسيرات العفوية لتأييد زروال والعسكرǃلكن بعض العارفين بالأمور التنظيمية قالوا: إن المؤتمر والقيادة المنبثقة عنه تشبه ما يفعله القمارجية في “الزرد”، حيث يتم لمّ حصيرة الرشمǃ إذن فإن مصيبة الحزب تبدأ يوم انتهاء المؤتمر، وتبدأ معها مصيبة الجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات