+ -

 صدر عن وزارة الشّؤون الدّينية والأوقاف أعمال الملتقى الدولي حول الفاتح عقبة بن نافع رضي الله عنه الّذي نُظّم العام الماضي تحت عنوان “الحواضر العلمية الجزائرية وإفريقيا”.وجاء الإصدار في طبعة فاخرة في 494 صفحة، وتناول مقدمة لمدير الثقافة الإسلامية بالوزارة الدكتور بومدين بوزيد، وكلمة والي بسكرة، و4 أبواب.وأكّد الدكتور بومدين بوزيد مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة أنّ ملتقى بسكرة تحوَّل إلى الاهتمام الحضاري والاستراتيجي للمنطقة والجزائر، معتبرًا سيدي عقبة رمزية وطنية وتاريخية روحية. وشدّد بوزيد، بعد استعراضه لبداية انتشار الإسلام على يد عقبة بن نافع رضي الله عنه، على استثمار هذه الرمزية في تجديد العلاقة مع إفريقيا وحواضرها، مع امتدادنا الطبيعي والجغرافي والتاريخي.وأبدى أسفه لعدم تناول تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية للحاضرة الإسلامية التاريخية “تمبكتو” المالية الّتي كانت تنتظر مصيرًا مأساويًا في نهب مكتباتها والعبث بمخطوطاتها النادرة وتهديم قباب علمائها وأوليائها، موضّحًا أنّ تمبكتو “ظلّت قلعة علميّة وفضاء للتّسامح والتّعايش بين المسلمين رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم وأعراقهم”، وأضاف “كما استقبلت العلماء والفارّين من الظّلم والطّغيان، ورحلت مكتبات إلى تمبكتو منها مئات المخطوطات الّتي قدم بها القوطيون من طليطلة بعد سقوطها”.وأفاد مدير الثقافة الإسلامية بأنّ علماء جزائريين ومغاربة وأفارقة من السنغال والنيجر ونيجيريا والسودان (بعضهم أحفاد عقبة بن نافع الفاتح رضي الله عنه، والشّيخ عبد الكريم المغيلي) ساهموا في نشر الثقافة العربية الإسلامية، مشيرًا إلى أنّ هذه المصاهرة النّسبية والعلمية والحضارية بين الأمازيغ والعرب والأفارقة في ظلّ الإسلام “هي الّتي كانت وراء تأسيس دولة المرابطين التاريخية القويّة، وهي الّتي شكّلت حركات التحرير في البلدان الإفريقية المستعمَرة من طرف الفرنسيين والإسبانيين والبرتغاليين”، وأضاف “كما امتدّت طرق صوفية في رمال هذه الصّحراء وأدغال إفريقيا من تيجانية وقادرية وسنوسية ورحمانية لمواجهة التّبشير والتّمييز العرقي”، منبّهًا إلى أنّ “نسيان بُعدنا الإفريقي وإغفاله ليس في مصلحتنا السّياسية والثّقافية والاقتصادية”.كما دعا إلى تكوين استراتيجية ثقافية واقتصادية وأمنية في إطار مركز بحث في الدّراسات الإفريقية، تهتمّ بحواضرنا في الجنوب وتعيد الرّيادة الحضارية لعواصم المشيخة الصوفية والثّقافية الجزائرية في توات وعين ماضي وغرداية وبسكرة، هدفها “تشكيل حزام أمني ثقافي وسياسي واستباقي ضدّ التطرّف الدّيني والثّقافي والعرقي واللّغوي”.ويتناول الباب الأوّل الجزائر وانتشار الإسلام. بينما يتطرّق الباب الثّاني للرّوابط الحضارية بين الجزائر والبلدان الإفريقية. أمّا الباب الثالث فيستعرض الطّرق الصّوفية الجزائرية وامتدادها الإفريقي. في حين يتضمّن الباب الرّابع والأخير الجزائر وحركات التحرّر في إفريقيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات