تقوم الشركات البترولية الفرنسية بمساعٍ لإعادة دعم موقعها في السوق الجزائري، بعد أن عرفت تأخرا مقارنة بالشركات المنافسة الآسيوية. وسواء تعلق الأمر بتوتال أو غاز فرنسا، فإن الشركات الفرنسية ترغب في دعم تواجدها خلال السنوات المقبلة، بما في ذلك في المصب أي البتروكيمياء والتوزيع. وهو ما عكسته زيارة المدير العام لمجمع “توتال” باتريك بويان، في وقت أكدت الجزائر الإبقاء على مشاريع الاستثمار لسوناطراك ما بين 2015 و2019 بقيمة 90 مليار دولار. رغم الإخفاق المسجل خلال السنوات الخمس الماضية للشركة الفرنسية “توتال” مع إلغاء مشروع فصل الميثان بأرزيو المقدر بـ5 مليار دولار، بعد أن استفادت الشركة الفرنسية من كافة المزايا، بما في ذلك إدراج شريك يتمثل في الشركة القطرية للبترول، وعدم تطبيق قاعدة 51 و49%، فإن الشركات الفرنسية تسعى إلى العودة إلى سوق لا يزال يوفر مزايا كثيرة، في مجال المواد البترولية والبتروكيمياء وحتى الاستكشاف، لاسيما مع اهتمام الشركات الفرنسية بالجانب المتعلق بالطاقات غير التقليدية، منها “تايت غاز” والغاز الصخري.وتقوم الشركة الفرنسية في الجزائر بالتدخل عبر فرع الاستكشاف والإنتاج وتطوير حقول الغاز “تين فوي تابانكورت” و“تميمون” بالشراكة مع سوناطراك، إلى جانب فروعها للزيوت والزفت، وأبدت اهتماما بالاستكشاف في مجال الغاز الصخري، لاسيما مع منع السلطات الفرنسية مثل هذه الاستكشافات على ترابها. ويتضح أن اهتمام الشركات الفرنسية يأتي في وقت أعادت الجزائر تأكيد الإبقاء على مخطط الاستثمار 2015-2019 الذي خصص له حوالي 90 مليار دولار، وهي ميزانية كبيرة في فترة تعرف أسعار المحروقات تراجعا يؤثر حتى على الشركات الدولية، بما فيها الفرنسية التي أعلنت عن اقتطاعات في استثماراتها وتقليصا في عدد عمالها، على غرار ما قامت به مجموعة “شلومبرجي”.وتتضمن مشاريع الاستثمار، إلى جانب 3 مصانع تكرير كبرى في تيارت وبسكرة وحاسي مسعود، بعث مشروع مركب لفصل الإيثان بسكيكدة “سي بي 3 كا”، إلى جانب توسيع دائرة الاستكشاف وتطوير الإنتاج، حيث شددت حكومة عبد المالك سلال على أهمية رفع قدرات الإنتاج النفطية والغازية واكتشاف المزيد من النفط والغاز، في وقت ترتفع معدلات الاستهلاك المحلي، وضرورة الإبقاء على مستويات التصدير في مستوى مقبول، لاسيما أن معدل النفط تراجع من مستوى 100-114 دولار للبرميل إلى متوسط 55 -65 دولارا للبرميل.وجاءت زيارة المدير العام لشركة “توتال” باتريك بويان، في بداية ماي الجاري إلى الجزائر، في سياق الاهتمام الكبير الذي تبديه الشركة الفرنسية للسوق الجزائرية، ورغبة منها في تدارك تأخرها في سوق مفتوح، خاصة أن الشركات الآسيوية بعد الأمريكية نجحت في إحداث اختراق مهم خلال السنوات الماضية، بينما اتسم الموقف الفرنسي بالكثير من التردد، بما في ذلك بالنسبة للمشاريع البتروكيميائية، وهو ما كلفها فقدان العديد من الأسواق لصالح الشركات الصينية واليابانية والماليزية، بل وحتى الفيتنامية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات