الثوار الذين يحرثون الأرض البور بأناملهم وقد دخل العرب في منطقة الجفاف والوباء والعدوى والاضمحلال منذ أحقاب وأحقاب وتبخرت أحلامهم على مائدة الخلفاء وانهارت الناصرية والعروبة والاشتراكية وتتالت النكسات والانعكاسات السلبية وبقيت فلسطين تتخبط في بضعة أشبار وغزة تموت كل سنة بالآلاف، ثم جاءت عشيرة Boush وحطمت بلدانا بكاملها كقصور من ورق وما تتحرى فكرة الدولة الوطنية، وأصبح الأتباع والأقزام و”الأنخاب” العربية يتهافتون على العولمة واقتصاد السوق والاستهلاكية المرضية إلى حد التخمة. قال (ذلك المواطن العربي مجهول الهوية وعديم اللقب وعديم العنوان والمكان والزمان) “أمريكا لم تربح ولو حربا واحدة، خسرت كل حروبها وبقيت تجرجر أمواتها ومعطوبيها وقدماء حروبها وهم يتسكعون في شوارع نيويورك وبوسطن وشيكاغو. ورغم هذه الروايات الهائلة ضد الحرب، ورغم هذه الأفلام الرائعة ضد الحرب ورغم.. أعادت الكرّة وقامت بحروب كسرت شوكة الإنسان العربي، فجاءت “داعش” وأنجزت الأممية الإرهابية الخضراء وكتلت البلدان العربية والبلدان الإفريقية والبعض من البلدان الآسيوية وأنزلت على عناوين الصحف مصطلحات جديدة روعت العالم: بوكو حرام وداعش والقاعدة.. إلخ فالمجازر فالاغتصابات فالتشرد فالمخيمات فالعدم...”.ثم الأوشام التي تغطي سطح الماء التي تموت في مستنقعات دجلة والفرات، حيث أسس العرب حضارة رهيبة وعمروا الصحاري بهندسة معمارية راقية وأبدعوا في الشعر وكتبوا أول رواية عرفتها الإنسانية أي “ألف ليلة وليلة”، واخترعوا الرياضيات والفلسفة والفقه والطب وعلم الفلك، واليوم أصبحت كل هذه المناطق ما بين دجلة والفرات مستنقعات لا هدير لها البتة. ومنع الجولان عند الضفادع عادة معروفة وكذلك حالة الطوارئ على حافة النيل الأزرق والنيل الأبيض، ويأتي ضابط اسمه السيسي ويحرم الجولان على ضفاف القاهرة ويمزق الشباب المصري الساذج الذي ظن أن الثورة مزاح ثقيل، ويمزق هذا السيسي الشباب تمزيقا بدباباته وطائراته النفاثة ويصفق له الغرب وحلف الناتو الذي يصرح كل يوم بأن السيسي ديمقراطي وبشار دكتاتوري وهما في الحقيقة من طينة واحدة والشارع العربي يعرف ذلك ويعلق لافتات في الأسواق العتيقة بصور صدام حسين ومعمر القذافي وبن علي وحسني مبارك وبشار الأسد.ويعود الحكم العرفي وتعود الدبابات والبطاقات لشراء المواد الأساسية والبصمات والرقابات وأحكام الأزهر المتماشية مع فلسفة العسكر وذلك منذ الإمبراطورية العثمانية (كم من مرة حرم الأزهر قراءة “ألف ليلة وليلة”؟ كم من مرة حكم الأزهر على المرأة المسلمة وأفتى ضدها فتاوى قاسية؟ واليوم وفي الجزائر قامت الأحزاب الإسلامية كحزب واحد ضد قانون هش للدفاع عن حقوق المرأة. وتضخمت الضجة حول هذا القانون العقيم الذي مازال يعطي للرجل الذكر كل الإمكانات لقمع المرأة واحتقارها وتطليقها عند الإشارة ولفظها نحو الشارع هي وأطفالها، فتفترش “الكرتون” ليلا وتنام والنسور تحلق من حولها لاغتصابها واغتصاب أطفالها، كذلك).قال هذا المواطن العربي: “الشعب يكره نفسه ويكره الفقير ويحترم الغني ويمارس هو كذلك “الرشوة الصغيرة” ويترك للأغنياء وأصحاب الجاه والمال والسلطة “الرشوة الكبيرة”. يبقى الإنسان العربي رجعيا وإقطاعيا، أساسا يحمل عقلية متحجرة لأنه يخاف من المرأة ويظن أنها زانية ونجسة وفاحشة..”، ثم يغير هذا المواطن العربي سياق الكلام ويقول: “أما المعارضة في الجزائر، فأقرأ عليها الكثير وأستمع لخطبها الرنانة أمام بعض الحاضرين وفهمت أن موقفها الأحادي بالنسبة لاستغلال الغاز الصخري خرافة وكذب وإيماء لأنها لو كانت في الحكم لاستغلت هذا الغاز دون عقدة خاصة وأنا أعلم أن من بين زعمائها عدة وزراء أوائل، سابقا عاثوا فيها فسادا وعنفا و.. أتذكر آنذاك أبياتا لمظفر النواب: “أقسمت بأعناق أباريق الخمر/ وما في الكأس من السم/ وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري/ بيروت/ تكرش حتى أصبح بلا رقبة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات