عبد القادر جريو يمسرح"جرنال الڤوسطو"

38serv

+ -

عرفت السهرة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف عرض مسرحية “دلالي” من تقديم المسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس. المسرحية التي رسم خطها الإبداعي المخرج الشاب عبد القادر جريو قدمت في إطار المسابقة الرسمية تحت تصفيقات الجمهور، الذي سافر لمدة ساعة مع العرض في دفاتر السياسة والأمن وسنوات الدم التي عرفتها الجزائر خلال التسعينيات.على بعد خطوات من مدخل المسرح الوطني بالعاصمة، الذي شهد قبل نحو عشرين عاما اغتيال ملك المسرح المبدع الراحل عز الدين مجوبي، كان لقاء جمهور الدورة العاشرة للمسرح المحترف مع مسرحية “دلالي” ذات الطابع الغنائي؛ المسرحية تحكي قصة ملك يحكم شعبه بالعصا، مهووس بحب الكرسي، في بلد لا يزال الشعب يعيش حالة من الغيبوبة، بينما يقود الجيش خيوط النظام في الخفاء.مسرحية غنائية هزلية، ولكن حملت معان كثيرة وحملت أيضا آلاما قادمة من واقع البلاد والعباد ومن ذكريات العذاب والإرهاب، وصورت أزمة انتخابات 1999، وبداية الإرهاب في الجزائر والاغتيالات، وحاولت شرح الأسباب التي مكّنت الرئيس من التربع على سدة الحكم لمدة أربع سنوات. مخرج العرض عرف كيف يستولي على انتباه الجمهور طيلة المسرحية؛ لماذا تجاوب الجمهور مع العرض؟ هذا السؤال الذي دار في فلك المهتمين والعارفين بأبجديات المسرح عقب العرض، رافقه سؤال آخر “هل قدم عبد القادر جريو مسرحية جديدة أم أنه اعاد استنساخ برنامج “جرنال الڤوسطو” بعد أن قام بمسرحة الفكرة؟ وتعد مشاركة عرض بتلك اللغة والإيحاءات السياسية الواضحة، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، تحديا في حد ذاتها، ويعتبر الأمر مجازفة من قِبل إدارة المهرجان، وإلا كيف نفهم الصورة التي قدمها العرض للجيش، مبرزا شخصية الرئيس حاملا معه “نسخة طبق الأصل” للرئيس الحالي ليس فقط على مستوى المراحل السردية وإنما أيضا في”الشكل والطول والصوت”. ولم يهمل العرض تناول واقع الإعلام في الجزائر، حيث إن ملابس منشط الحياة السياسية والاجتماعية “الإعلامي حامل الميكرفون” وهو يرتدي الثوب الأصفر كانت تقول إن السنوات الثلاثة الأخيرة التي عاشتها الجزائر لانفتاح الإعلام هي عبارة عن فوضى كبرى.وغاص العرض طويلا في الموسيقى، ونقل أجواء “الملاهي” إلى خشبة المسرح حيث كان الجميع يقف فوق “علامة ايكس”، في ديكور بسيط وثابت إلا أنه اختزل المراحل وربط الأحداث؛ في هذه الدولة الكل يقف فوق أرضية واحدة “علامة ايكس” بالأحمر تدق ناقوس الخطر لواقع أمة على الهاوية.عرف المخرج من جهة ثانية السيطرة على انتباه الجمهور بالموسيقى، وبالملفات التي تبدو للبعض “خطا أحمر” ممنوع تجاوزه ربما كما تشير أرضية الخشبة، لكن الأكيد هو استفادة المخرج عبد القادر جريو من تجربته التلفزيونية الساخرة الشهيرة “جرنال الڤوسطو”. فمتى يخرج هذا المبدع الشاب من تلك العباءة؟ يبدو أن ملفات العهدة الرابعة لا تزال تؤرق شباب مسرح سيدي بلعباس وتدفعهم نحو انتقاد الوضع السياسي بكل الطرق وفوق كل الأرضيات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات