أعجبني تعبير مذيعة نشرة أخبار اليتيمة عندما قالت: إن زيارة ملك لوزوطو للجزائر يتحادث خلالها مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة”! التعبير هذا ليس خطأ في التحرير للخبر من قِبل اليتيمة، ولا هو زلة لسان، بل هو طقوس الأجواء العامة التي تصنع في البلاد هذه الأيام لميلاد نظام سياسي جزائري لا يوجد مثله لا في الملكيات أو الإمارات ولا في الجمهوريات.هل من الصدفة أن نسجل هنا إعجاب بقايا الحكم في الجزائر بالتجربة الكوبية من التوريث وانتقال السلطة سلميا من الأخ إلى أخيه.. كما أعجبت الجزائر أيضا بالتجربة السورية في انتقال السلطة من الأب الجمهوري إلى الابن الملكي! ولماذا لا تعجب الجزائر بكوبا والحال أن أمريكا اعترفت بكوبا بعد هذا الانتقال السلس للسلطة من الأخ إلى أخيه؟! “هل نحن نفهم أحسن من أمريكا”؟! إمارة يحكمها ملك لوزوطو أحسن من جمهورية تساس من الإخوة بِـ”فُوطُو”!إعجاب الجزائر بمملكة لوزوطو ومثيلاتها في الخليج، تيمنا بالإعجاب الأمريكي بدول الخليج، لا تفسير له سوى إقرار نظام سياسي جزائري قريبا “يُبَوْكَسُ” الجزائر سياسيا كما فعل بوكاسا بإفريقيا الوسطى قبل عقود؟!بناء المغرب العربي يتطلب عودة الملكية إلى الجزائر وتونس وليبيا يليصبح مثل اتحاد دول الخليج تحكمه عائلات ملكية، وليس جمهوريات بمؤسسات شعبية دستورية! هل من الصدفة أن اتحاد دول الخليج قرر منذ سنوات ضم مملكة المغرب ومملكة الأردن إلى الاتحاد الخليجي.. وهل من الصدفة أن الاتحاد الخليجي قنبل اليمن لأنه غير ملكي وقنبل العراق وسوريا للأسباب نفسها؟! هل من الصدفة أن المملكة الغربية هي الدولة الوحيدة في المغرب العربي التي بعثت طائراتها (F16) للمساهمة في قنبلة اليمن؟!والأطرف من هذا كله أن الجزائر التي تدرس مع لوزوطو وضع الحرية في القارة الإفريقية عينت وزيرين للخارجية: واحد للجامعة العربية التي فيها نقاشات الحرية للشعـوب أسـوأ من نقاشـات النسـوة في حـريم الأمـراء بالخليـج. وعينـت وزيـرا آخر لمنظمـة المؤتمـر الإسلامـي، وكـأن العالم بقـي فيه الإسلام الذي يعقد له مؤتمر لمكافحة “داعـش” والقاعدة والحوثيين.. إنني فعلا تعبت؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات