زكى مؤتمرو الأفالان الرئيس بوتفليقة رئيسا فعليا لحزب جبهة التحرير الوطني، في خرجة مفاجئة أوقفت تفكير مساندي الرئيس من خارج الحزب العتيد، مثلما “زكى” بوتفليقة عمار سعداني أمينا عاما للحزب، وأدار ظهره لمن ترجاه من خصوم سعداني، في تطور لافت يعكس “عمق” صراع مرير وممل في آن واحد بين الفرقاء الأفالانيين. والتطور اللافت لم يكن حكرا على الحزب العتيد، ولكن طال “ابنه الضال”، الأرندي، ففي التوقيت نفسه من يوم أمس خط عبد القادر بن صالح رسالة استقالته، بعد ترقب دام أسابيع، حسمته إشارة “من مصدر مجهول”، غمزت لأويحيى للعودة إلى مكانه “الطبيعي”، إيذانا بانتهاء مرحلة وبداية مرحلة أخرى. والمؤكد أن ما حدث داخل الحزبين أمس إما أنه يعكس ترتيبات معينة لقرارات لاحقة يراد لها أن تنسجم مع معطيات جديدة أمام نضوب الخزينة العمومية، وإما أنه ذو صلة بـ«صراع” يحمل وجهين: إما أن المتصارعين اتفقوا على توزيع حزبي بين الأفالان ممثلا في سعداني المزكى من الرئاسة وبين الأرندي ممثلا في أويحيى الذي حُسِب يوما ما على خصوم الرئاسة، وإما أن التوزيع ذاته دليل بقاء الصراع، وفي كل الأحوال، فإن مخاضات أمس إيذان بمرحلة سياسية جديدة يحضر لها بالبلاد. مؤتمر لتبادل “التزكية” بين الرئاسة والحزب العتيدبوتفليقة رئيسا فعليا للأفالان وسعداني أمينه العام سعداني يغري القيادات السابقة للعودة لصفوف الجبهة تبادل الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة وقيادة حزب جبهة التحرير الوطني “التزكيات” في افتتاح المؤتمر العاشر، ومنح الرئيس القيادة الحالية “بركاته”، فيما زكاه المؤتمر رئيسا فعليا للحزب. امتدح بوتفليقة في خطابه أداء القيادة الحالية للأفالان، وعبّر عن ارتياحه لتمكنها “من الحفاظ على تماسك بنية الحزب، بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب التعددية السياسية، وما ألم به خلال السنوات الأخيرة من محاولات متوالية لزعزعته”. في إشارة إلى أن الأزمة التي عاشها الحزب تتحملها ودبرتها أطراف أخرى من خارجه، ورغم إشارته في مستهل الخطاب إلى كونه غير متحزب ورئيس لكل الجزائريين منح بوتفيلقة نفسه حق الخوض في وضع الأفالان، من خلال الإشارة إلى الأزمة التي عاشها، ومحاولات زعزعة استقراره، وحيا مناضلي الأفالان الذين تمكنوا، حسبه، “في كل مرة، من تجاوز المصاعب الظرفية في سبيل الحفاظ على حزبهم والنهوض بدوره لمواصلة بناء الجزائر”. وقفز بوتفليقة على واقع الحزب حاليا، لافتا إلى اجتماع المؤتمر تحت مظلة: جبهة واحدة موحدة “لعقد المؤتمر العاشر، واندمج الرئيس بوتفليقة في كلمته في خطاب قيادة الأفالان الخاص بـ«التجديد والتشبيب”، وتحدث عن مسار “تجديد الحزب وتشبيبه” أي إخراج الحرس القديم من الحزب. غير أنه أوصى الجيل الجديد من قيادات الأفالان بـ«التمسك بالمبادئ والقيم السامية المستمدة روحها من عقيدة ثورة التحرير المظفرة”. كما دعا لدمقرطة تسيير الحزب، وقال “لقد أصبح لزاما على حزبكم أن يضطلع بدور الأسوة الحسنة للأحزاب الناشئة، وأن يتعين عليه أن يسعى هو قبل غيره إلى تعميق الديمقراطية الصحيحة وتوسيع صفوفه بالتجديد والتشبيب وبالتفتح على سائر شرائح المجتمع”. ودعا مناضلي الأفالان لدعم القيادة التي ستنبثق من المؤتمر إلى فريق الأمين العام الحالي، مضمنا توجيهات للقيادة الحالية لتجنب الارتجال والمحاباة في اختيار الفريق الذي يتولى مقاليد الحزب مستقبلا.وردت قيادة الأفالان على خطاب الرئيس الذي وفر لها الحماية علنا، بمنحه صفة الرئيس الفعلي للحزب، بدل صفة الرئيس الشرفي التي منحت له في عهد بلخادم. وتبادل رئيسا حزبي “تاج” والحركة الشعبية، عمار غول وعمارة بن يونس، نظرات الدهشة عند عرض القرار على المؤتمرين.وأشاد الأمين العام للأفالان عمار سعداني في كلمته بالرئيس بوتفليقة، كما طلب من معارضيه التخلي عن عنادهم، وحذر من أن تشتيته سيجعل منه حزبا مثل الأحزاب الأخرى. ودعا القيادات التي تركت الحزب قبل عقود للعودة إلى صفوفه، بمن فيهم الذين التحقوا بأحزاب أخرى، وقال “باب الأمين العام للحزب سيظل مفتوحا لكل شخصية أو مناضل يرغب صراحة، ودون أي أفكار مسبقة، في مناقشة أفكارنا أو حتى مسايرتنا”. وعرض سعداني على المؤتمرين خطته لإصلاح أوضاع الأفالان تتضمن إعادة إحياء هيئات وهياكل الحزب وتحسين إدارة وتسييره وقاعدته النضالية والحفاظ على سمعته.وتضمن الخطاب تحولا في خطاب الأفالان في المجال الاقتصادي والاجتماعي، فبالموازاة مع تأكيده على ضرورة حضور الدولة في القطاعات الإستراتيجية كالمحروقات والمناجم والصناعات الحساسة المولدة لمناصب العمل كصناعة الحديد والصناعات الميكانيكية والكيماوية· رافع سعداني لـ«بتحرير مجموعة قطاعات عن طريق فتح رأس المال الخاص الوطني منه والأجنبي، وجدد دعم الأفالان لاستغلال الغاز الصخري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات