هاجــس عـزوف الشركـات يلاحـق المناقصـة الخامسـة

+ -

من المرتقب إطلاق المناقصة الخامسة للاستكشاف واستغلال المحروقات خلال السداسي الثاني من السنة الحالية، وسط مخاوف في قطاع الطاقة من استمرار عزوف الشركات البترولية الدولية وترددها، وبالتالي تحقيق نتائج محتشمة على غرار المناقصات الأربع السابقة، والتي أسفرت عن منح 13 رخصة استكشاف واستغلال فقط من مجموع قرابة 70 كتلة ومنطقة استكشاف. أفاد مصدر مقرب من قطاع الطاقة بأن التحضيرات جارية لإطلاق المناقصة وتوفير الظروف المثلى لنجاح العملية، إلا أن الإشكال المطروح يكمن في عاملين: الأول في تحديد المناطق والكتل المؤهلة لاستقطاب اهتمام الشركات الدولية، والثاني ضم كتل ومناطق تشتمل على مؤشرات تواجد مخزون للطاقات غير التقليدية لاسيما الغاز الصخري.وتواجه الجزائر تحديا حقيقيا منذ سنوات بالنظر إلى تردد الشركات الدولية عن الاستكشاف والانخراط في السياسة الجديدة الرامية إلى تثمين الاحتياطي من النفط والغاز في الجزائر، وقد كشفت المناقصات الأربع التي نظمت تبعا عن عدم الاهتمام الكبير للشركات الدولية، بدليل أن المناقصة الدولية الأولى التي أطلقت في 2008 لم تسجل سوى منح أربع ترخيصات استكشاف، بينما منح في المناقصة الثانية التي أطلقت في 2009 ثلاثة رخص، مقابل رخصتين في المناقصة الدولية الثالثة، أما المناقصة الرابعة فقد منح فيها أربع ترخيصات، منها رخصتان لمجمع إينيل الإيطالي وراغون أويل الإماراتي.ومنذ اعتماد قانون المحروقات 05-07 لسنة 2005 المعدل في 2006 ثم في 2013، أطلقت الجزائر 4 مناقصات دولية، منح فيها 13 رخصة استكشاف من مجموع حوالي 70 كتلة ومحيط استكشاف.ويأتي ذلك في وقت تزايدت أعباء سوناطراك في مجال الاستكشاف، مع تراجع مستوى الاستكشافات وعدد الاكتشافات التي يتم تحقيقها من قبل الشركات الدولية وحتى بالشراكة خلال 5 سنوات الماضية، رغم إحداث تعديلات في المنظومة الجبائية لقانون المحروقات.واستنادا إلى تقديرات إحصائية صادرة أساسا من تقارير مجمع سوناطراك، فإن الجزائر استفادت من حوالي 225 اكتشاف جديد للمحروقات بين 2003 و2014، وتم تسجيل أعلى معدل في 2013 بـ32 اكتشافا، ثم في 2012 بـ31 اكتشافا، فسنة 2010 بـ29 اكتشافا، إلا أن الملاحظ أن الفترة الممتدة ما بين 2010 و2014 بالخصوص عرفت زيادة محسوسة ومعتبرة لنصيب مجمع سوناطراك في جهد الاستكشاف والاكتشافات الجديدة، حيث ارتفعت إلى أكثر من المعدل العام المقدر بحوالي 60%، إلى حوالي 85 إلى 90%، ما يكشف عن زيادة الأعباء على الشركة الجزائرية، في وقت بدأت الشركات الأجنبية تتردد في الاستكشاف بالجزائر، وهو ما أبرزته النتائج المتواضعة للمناقصات الدولية للاستكشاف.وبينت سنة 2013 الرهانات التي تواجه سوناطراك، ففي وقت تم إحصاء 32 اكتشافا جديدا، وهو أعلى مستوى سجل منذ سنوات، لوحظ أن 29 منها حققتها سوناطراك بجهودها الخاصة، أي بنسبة 90.6%، مقابل 3 اكتشافات فقط تمت بالشراكة مع مجموعات دولية.فضلا عن ذلك، فإن سوناطراك قامت بحفر 85 بئرا من مجموع 93 بئرا، لقدرات قدرت بـ535 مليون طن مقابل النفط كمخزون مؤكد ومحتمل دون تحديد المخزون المؤكد.ويشير الخبراء إلى أن الجزائر بحاجة إلى بلوغ معدل حفر يقدر بـ100 بئر سنويا على الأقل، في محاولة لاكتشاف كميات من المحروقات تقترب من المستويات التي يتم إنتاجها، حيث يتراوح الإنتاج الجزائري ما بين 1.150 و1.180 مليون برميل يوميا، بقدرات قابلة للارتفاع إلى حدود 1.2 مليون برميل يوميا، وهذا المستوى يساهم أيضا في الإبقاء على مستوى من المخزون قار نوعا ما، بهوامش نسبية، حيث يقدر الاحتياطي المؤكد بحوالي 12 مليار برميل، لم يتغير كثيرا منذ سنوات بالنسبة للنفط، وحوالي 2200 إلى 2500 مليار متر مكعب من الغاز.وعلى ضوء ذلك، فإن الجزائر تجد نفسها أمام تحدٍّ فعلي يتمثل في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة للإبقاء على مستوى عالٍ للمخزون النفطي والغازي يفي الاستهلاك المحلي والتصدير وتحقيق اكتشافات جديدة، لتعويض ما يستخرج من جهة، وتخفيف الأعباء عن سوناطراك التي تتحمل الجزء الأكبر من الجهد الاستكشافي حاليا. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات